نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی جلد : 2 صفحه : 474
عن سفيان عباس العنبري عن رجل قال: كنت مع عبد الرحمن بن مهدي بعبادان، و
كنا نغسل أيدينا من ماء السيل و كان هو لا يفعل، يأمر غلامه فيجيء من ماء
البحر عبد الصمد ابن مقاتل. قال: كانوا يكتبون الكتاب و لا يتربونه من دور
السيل، يرسلون فيأخذون من طين البحر. قال: و كتب إلينا ابن حشرم و كتب في
كتابه أنّ بشرا كان لا يشرب بعبادان من الحياض التي اتخذها الملوك، و كان
يشرب من ماء البحر.
و روينا عن سعيد بن خيثم عن محمد بن خالد قال: مرّ إبراهيم النخعي على
امرأة يقال لها أم بكر من مراد و هي تغزل فقال: يا أمّ بكر، أما آن لك أن
تتركينه فقالت: يا أبا عمران كيف أتركه و قد سمعت عليّ بن أبي طالب رضي
الله عنه يقول: إنه من أطيب الكسب. قلت: لأبي عبد الله: إنّ حسنا مولى ابن
المبارك حكى عن سعيد بن عبد الغفار أنه قال لابن المبارك: ما تقول في رجلين
دخلا على من تكره ناحيته فأجازهما، فقبل واحد و لم يقبل الآخر فخرج الذي
قبل، فاشترى منه الذي لم يقبل، ما تقول؟ فسكت ابن المبارك فقال له ابن
سعيد: ما يسكتك، لم لا تجيبني فقال: لو علمت أنّ الجواب خير لي لأجبتك. قال
سعيد: أ ليس أصلنا على الكراهة: قال ابن المبارك: نعم فقال أبو عبد الله:
و من يقوى على هذا؟ قال له: فما تقول في رجل أجازه فاشترى دارا؟ ترى أن
أنزلها فسكت ابن المبارك فقال: لم لا تجيبني فقال: هذا أضيق أكره أن أجيبك
فقلت له: إنّ الثوري قال: ما في أيدي الحشم سحت فأنكر أبو عبد الله أنّ عبد
الوهاب قال في الرجل: يجاز ثم يدفعها إلى الآخر إنّ المال عنده شيء واحد
فقال: هذا شديد قلت: إذا أعطي تكرهه للأوّل، و الثاني لا ترى به بأسا قال:
إنما أكرهه للأوّل من طريق المحاباة، و الثاني ليس هو مثل عطية الأوّل.
قال: من أعطى هذا المال أو حوبي على أثره فليقبل و ليفرق كما فعل أصحاب
رسول الله صلى الله عليه و سلم، بعث عمر رضي الله عنه بمال إلى أبي عبيدة
ففرق، و بعث مروان إلى أبي هريرة ففرق، و بعث إلى ابن عمر ففرق، و بعث إلى
عائشة رضي الله تعالى عنها ففرقت. قلت: فعلى أي وجه قبلها منهم ابن عمر؟
فإنّ قوما يحتجون يقولون: لو لم يكن مباحا لأخذ، فأنكر ذلك و قال: إنه لما
رأى أنّ حوبي كره أن يرد إليهم و فرقه بالسوية قلت:
فإنّ معاذا يروى عنه أنه فضل عنده دينار، فطلبت منه امرأته فأعطاها فقال:
كانت محتاجة إليه فقلت له: أنت تقول من بلى من هذا المال بشيء فليعدل في
تفريقه. و عائشة رضي الله عنها لما شكا ابن المنكدر إليها قالت: لو أنّ
عندي عشرة آلاف لأعنتك، فلما خرج أرسل إليها بعشرة آلاف فبعثت خلفه فأعطته
فقالت: إنها كانت بليت بقولها، و مع هذا قد أخرجته و ذكر من زهدها و ورعها و
قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم يسألونها، مثل أبي موسى
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی جلد : 2 صفحه : 474