responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 2  صفحه : 224
[البينة: 5]. و لكن هؤلاء كما قال الله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ [آل عمران: 7]. و كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه من القرآن فهم الذين عنى الله تعالى فاحذروهم، و ذلك أنّ الله تعالى قرن الأعمال بالإيمان في كل المواضع، فلم تقف المرجئة مع شي‌ء من هذا البيان و الأحكام. فلما أجمل القول في موضع واحد لما ذكرناه من السبب تعلقوا به و وقفوا معه. و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: صنفان لا نصيب لهما في الإسلام. و في لفظ آخر: لا تنالهم شفاعتي: القدرية و المرجئة. و في الحديث الغربي: طائفتان لا يدخلون الجنة: من قال أنّ الإيمان كلام. و رواه حذيفة فقال: إني لأعلم أهل دينين في النار قوم شرار بلا علم، و قوم في آخر الزمان يقولون كانوا ألوفا ضلالا. نسأل الله تعالى أن لا يصرفنا عن فهم آياته و لا يبلونا بالكبر، و إن يرينا سبيل الرشد و يوفقنا لاتخاذه سبيلا، و إن يرينا سبيل الغيّ و يعصمنا من اتخاذه سبيلا. كما أخبر بذلك عمن بلاه به فقال تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَ إِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَ إِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا [الأعراف: 146] الآية. ذكر الاستثناء في الإيمان و الإشفاق من النفاق و طريقة السلف في ذلك‌ فأما الاستثناء في الإيمان فإنه سنة ماضية و فعل الأئمة الراضية، على معنى الخوف و التقصير، و كراهية التزكية للنفس، لا على وجه الارتياب في اليقين، و لا بمعنى الشك في التصديق، إذ الإيمان مقامات و المؤمنون فيه درجات. و لذلك قال الله تعالى لقوم موصوفين بأعيانهم: أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا [الأنفال: 4]. فهذا وصفهم بالكمال و مدحهم بخصال الأعمال. ففي دليل خطابه أنّ ثم مؤمنين غير حق كيف و قد قال تعالى: وَ إِنَّ فَرِيقاً من الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ يُجادِلُونَكَ في الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ [الأنفال: 5- 6]. و قال سبحانه و تعالى في وصف آخرين: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ [الصف: 2]. و قال في نعت الصادقين: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ في سَبِيلِ الله أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ [الحجرات: 15]. و قال في مثل وصفهم: وَ لكِنَّ الْبِرَّ من آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ [البقرة: 177]. الآية. فذكر عشرين وصفا إلى قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة: 177]. منها الإيثار بالمال على حبه، و الوفاء بالعهد، و الصبر في الأمراض و الجوع و الشدائد. فبعد ذلك شهد لهم بالصدق و التقوى و قال في وصف المحبوبين من الموقنين:

نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 2  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست