responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 1  صفحه : 377
العفو هو أنه عفا عن السيئات برحمته ثم بدلها حسنات بكرمه. و سمع رسول الله صلّى الله عليه و سلم رجلا يقول: اللّهم إني أسألك تمام النعمة، فقال: هل تدري ما تمام النعمة؟ قال: لا. قال: دخول الجنة. و قد أخبرنا الله تعالى أنه قد أتمّ نعمته علينا برضاه الإسلام لنا، فهذا دليل على دخول الجنة. فقال عزّ و جلّ: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة: 3] و قد اشتركنا في ذلك مع رسول الله صلّى الله عليه و سلم فنحن نرجو المغفرة لذنوبنا بفضله. فقال عزّ من قائل: لِيَغْفِرَ لَكَ الله ما تَقَدَّمَ من ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ. و في خبر علي رضي الله عنه: من أذنب ذنبا فستره الله تعالى عليه في الدنيا، فاللّه تبارك و تعالى أكرم من أن يكشف ستره في الآخرة، و من أذنب ذنبا فعوقب عليه في الدنيا فاللّه تعالى أعدل من أن يثني عقوبته على عبده في الآخرة. و في لفظ آخر: لا يذنب عبد في الدنيا فيستره الله تعالى عليه إلا غفر له في الآخرة. و عن بعض السلف: كل عاص فإنه يعصي تحت كنف الرحمن، و الكنف من الإنسان حضنه ما بين يديه و صدره. قال: فمن ألقى عليه كنفه ستر عورته و من رفع عنه كنفه افتضح. و يقال: إن من فضح في الدنيا بذنب فهو كفّارته و لا يفضح به في الآخرة. و في الخبر: إذا أذنب العبد فاستغفر الله، يقول الله سبحانه و تعالى لملائكته: انظروا إلى عبد أذنب ذنبا فعلم أن له ربّا يغفر الذنب فيأخذ بالذنب. أشهدكم أني قد غفرت له. و حدثت عن محمد بن مصعب قال: كتب إلى أسود بن سالم بخطّه: إن العبد إذا كان مسرفا على نفسه، يرفع يديه يدعو يقول: يا ربّ، فإذا قال يا ربّ، حجبت الملائكة صوته، فإذا قال الثانية يا ربّ، حجبت الملائكة صوته، فإذا قال الثالثة يا ربّ حجبت الملائكة صوته، فإذا قال الرابعة يقول الله تعالى حتى متى تحجبوا صوت عبدي عني. قد علم عبدي أنه ليس له ربّ يغفر الذنوب غيري، أشهدكم أني قد غفرت له. و في الحديث إذا أذنب العبد حتى تبلغ ذنوبه عنان السماء غفرتها له ما استغفرني و رجاني. و في حديث آخر: لو لقيني عبدي بقراب الأرض ذنوبا، لقيته بقرابها مغفرة ما لم يشرك بي شيئا. و في الخبر: إن الملك ليرفع القلم عن العبد إذا أذنب ست ساعات، فإن تاب و استغفر لم يكتبه عليه و إلا كتبها سيئة. و في لفظ آخر: فإذا كتبها عليه و عمل حسنة، قال صاحب الشمال و هو أمير عليه: ألق هذه السيئة حتى ألقي من حسناته واحدة من تضعيف العشرة و أرفع تسع حسنات فيلقي عنه هذه السيئة و يقال: إن الله تعالى جعل‌

نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 1  صفحه : 377
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست