responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 1  صفحه : 338
فمن قبلهما أتيت. و قال بعض العلماء: من تاب من تسعة و تسعين ذنبا و لم يتب من ذنب واحد لم يكن عندنا من التائبين و لا تغفلن عن التفقد و تجديد التوبة إدبار الصلوات فإنما دخل الخسران على العمال من حيث لا يعلمون من تركهم التفقد و محاسبة النفس و بمسامحتها مما يعملون. و اعلم أن حقيقة كل ذنب عشرة أعمال لا يكون العبد توّابا يحبه الله تعالى و لا تكون توبته نصوحا التي شرطها الله تعالى و فسرتها النبوّة إلا أن يحكم العبد عشر توبات من كل ذنب أولها ترك العود إلى فعل الذنب ثم يتوب من القول به ثم يتوب من الاجتماع مع سبب الذنب ثم التوبة من السعي في مثله ثم التوبة من النظر إليه ثم التوبة من الاستماع إلى القائلين به ثم التوبة من الهمة ثم التوبة من التقصير في حق التوبة ثم التوبة من أن لا يكون أراد وجه الله تعالى خالصا بجميع ما تركه لأجله ثم التوبة من النظر إلى التوبة و السكون إليها و الإدلال بها ثم يشهد بعد ذلك تقصيره عن القيام بحق الربوبية لعظيم ما يشهد بالمزيد من الإشراف على التوحيد من كبير جلال الله تعالى و عظم كبريائه فتكون توبته بعد ذلك من تقصيره عن القيام بحقيقة مشاهدته و يكون استغفاره لما ضعف قلبه و نقص همّه عن معاينة مشاهدة لعلوّ مقامه و دوام فريدة و إعلامه و لا نهاية لتوبة العارف و لا لغاية وصفه لما هو عليه عاكف و لا وصف محتمل ذكر دقيق بلائه و لا يكبر عن التوبة نبي فمن دونه و لكل مقام توبة و لكل حال من مقام توبة و لكل مشاهدة و مكاشفة توبة فهذا حال التائب المنيب الذي هو من الله تعالى مقرب و عنده حبيب و هذا مقام مفتن توّاب أي مختبر بالأشياء مبتلى بها توّاب إلى الله تعالى منها لينظر مولاه أ ينظر بقلبه إليه أو إليها أو يعتكف بهمته عليه أو عليها أو يطمئن إليه بوجودها أو إليها أو يطلب إياه هربا منها أو إياها فعليه لكل مشاهدة لسواه ذنب و عليه في كل سكون إلى سواه عتب كما له في كل شهادة علم و من كل إظهار في الكون حكم بذنوبه لا تحصى و توباته إلى الله تعالى لا تستقصى. فهذه حقيقة التوبة النصوح و صاحبها مسلم وجهه لله تعالى محسن من نفسه مستريح و دينه عند الله تعالى مستقيم و مقامه و حاله من الله تعالى سليم. و قد قال رسول الله صلّى الله عليه و سلم: إن الله يحبّ كل مفتن توّاب. و اعلم أن الذنوب على سبعة ضروب بعضها أعظم من بعض، كل ضرب منها مراتب في كل مرتبة من المذنبين طبقة منها معاص يعتلّ بها العبد من معاني صفات الربوبية مثل الكبر و الفخر و الجبرية و حبّ الحمد و المدح و وصف العزّ و الغنى، فهذه مهلكات و فيها من العموم طبقات و معاصي تكون من معاني أخلاق الشياطين مثل: الحسد و البغي و الحيلة و الخداع و الأمر بالفساد،

نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 1  صفحه : 338
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست