responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 1  صفحه : 306
و الوضيع إن تقرى تكبر. و قال آخر السفلة: إذا تقرّى أكثر الأمر بالمعروف و اعترض على جيرانه في كل شي‌ء يعني أكثر الأمر بالمعروف ليعرف به. فمن أجل ذلك رفضهم العلماء و ذمّهم الحكماء لأن العلم يبسط و يوسع و تكون معه الأخلاق الحسنة و الآداب و المروءات الواسعة و العالم يضع الأشياء في مواضعها من الناس و لا يجاوز بها و لا بهم المقادير و يستخرج لهم المعاذير. و من صفة العلماء الانقباض في بسط خلق. و قد قال الإمام الشافعي رحمه الله الانقباض على الناس مكسبة لعداوتهم فكن بين المنقبض و المنبسط. و في الخبر: إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم وجه طلق و خلق حسن. و في لفظ آخر: و بشر و بشاشة و هذا كله معدوم من القرّاء و لا يعرفونه. و قد جعل الله تعالى لكل شي‌ء قدرا فمن تعدّى حدّ الشي‌ء فقد أفسده. و قال بعض السلف: قليل التواضع يكفي من كثير العمل و قليل الورع يكفي من كثير العلم. و من أخلاق السلف مما تهاون به الخلف أنهم كانوا يعدّون من النفاق أن يتكلم الرجل فيمن يكلمه أو يكلم من تكلم فيه لأنهم كانوا إذا كلموا أحدا أو سلّموا عليه سلمت له قلوبهم و لم يتكلّموا فيه و إذا تكلّموا في أحد لبدعته أو ظهور فسقه لم يكلموه و كانوا إذا مدحوا أحدا بقول لم يذمّوه بفعل و إذا ذمّوا واحدا يفعل يمدحوه بقول لأن في ذلك لسانين و اختلاف وجهين و اختلاف سرّ و علانية و كانوا يقولون معنى سلام عليك إذا لقيته أي سلمت مني أن أغتابك و أذمك فكان اختلاف هذا عندهم من أبواب النفاق. و روينا عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: شرّ الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه. و هؤلاء بوجه و في حديث آخر: من كان ذا لسانين في الدنيا جعل الله له يوم القيامة لسانين من نار. و كان بعضهم يقول: ما ذكر عندي إنسان قط إلا مثلته جالسا فقلت في غيبته بما يجب أن يسمع. و قال آخر: ما ذكر عندي رجل إلا تصوّرت في نفسي مثاله فكل ما أحب أن يقال لي قلته له. و قال بعض السلف: قليل التواضع يكفي عن كثير العمل و قليل الورع يكفي عن كثير العلم. فهذه كانت صفات المسلمين الذي يسلم الناس على أيديهم و قلوبهم. كان أحدهم إذا ذكر عنده غيره بسوء وقف و تفكّر في شأن نفسه فإن كان فيه مثل ذلك السوء قطعه الحياء عن الكلام في أخيه فسكت و إن لم يكن ذلك فيه حمد الله عزّ و جلّ و رحم أخاه فشغله الشكر لمولاه إذ عافاه. فهذه كانت سيرة السلف. و يقال في بعض كتب الله تعالى: عجبا لمن قيل فيه الخير و ليس فيه كيف يفرح و لمن قيل فيه الشر و هو فيه كيف يغضب. و أعجب من ذلك من أحبّ نفسه على اليقين و أبغض الناس على الشك. و من طريقة السلف مما كانوا يشدّدون فيه حب المدح و طلب الحمد حتى قال‌

نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست