نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی جلد : 1 صفحه : 127
و فضل ثلاثة أيام و صلّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح و عوفي من الداء و
الدبيلة و ذات الجنب و البرص و الجذام و فتنة الدجال، و استحب أن يصلّي يوم
الجمعة أربع ركعات بأربع سور سورة الأنعام، و سورة الكهف، و سورة طه، و
سورة يس، فإن لم يحسن ذلك قرأ سورة يس و سجدة لقمان و سورة الدخان و سورة
الملك و لا يدع قراءة الأربع سور في كل ليلة جمعة ففي ذلك أثر و فضل كبير
فإن لم يحسن جميع القرآن قرأ ما يحسن منه فذلك له ختمة فقيل ختمة من حيث
علمه. و قد كان العابدون يستحبون أن يقرءوا يوم الجمعة ألف مرة: قل هو الله
أحد، فإن قرأها في عشر ركعات أو عشرين فهو أفضل من ختمة، و قد كانوا يصلون
على النبي صلّى الله عليه و سلّم ألف مرة، و من التسبيح و التهليل
بالكلمات الأربع ألف مرة و هذه ثلاثة أوراد حسنة في يوم الجمعة أعني قراءة:
قل هو الله أحد و الصلاة على النبي صلّى الله عليه و سلّم و التسبيح و
التهليل ألفا ألفا فلا يدعن ذلك من رزقها أو أحدها فإنه من أفضل الأعمال في
هذا اليوم و إن صلّى يوم الجمعة قبل الزوال صلاة التسبيح و هي ثلاثمائة
تسبيحة في أربع ركعات فقد أكثر و أطاب.
و قد روي عن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أنه قال: صلّها في كل جمعة
مرة. و ذكر أبو الجوزاء عن ابن عباس أنه لم يكن يدع هذه الصلاة كل يوم بعد
الزوال و أخبر عن فضلها ما يجلّ وصفه. و إن قرأ المسبحات الست في يوم
الجمعة أو ليلتها. فحسن، و ليس يروى أن النبي صلّى الله عليه و سلّم كان
يقرأ السور بأعيانها إلا يوم الجمعة و ليلتها. فإنا روينا أنه كان يقرأ في
صلاة المغرب ليلة الجمعة: قل يا أيها الكافرون، و قل هو الله أحد و كان
يقرأ
في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة و سورة المنافقين. و قد روي أنه كان
يقرأ بهاتين السورتين في صلاة الجمعة و كان يقرأ في صلاة الغداة يوم الجمعة
بسورة سجدة لقمان و سورة هل أتى على الإنسان و استماعه إلى علم اليقين و
المعرفة و حضور مجالس الذكر أفضل من صلاته و صلاته أفضل من حضوره مجالس
القصاص و روينا في حديث أبي ذر حضور مجلس علم أفضل من صلاة ألف ركعة و في
خبر آخر لأن يتعلم أحدكم بابا من العلم أو يعلمه خير له من صلاة ألف ركعة و
في خبر قيل: يا رسول الله و من قراءة القرآن فقال: و هل ينفع القرآن إلا
بعلم و الصلاة إذا عدم مجلس العلم باللّه و التفقه في دين الله عزّ و جلّ
أزكى من حضور مجلس القصص و من الاستماع إلى القصاص فإن القصص كان عندهم
بدعة و كانوا يخرجون القصاص من الجامع. روي أن ابن عمر جاء ذات يوم إلى
مجلسه في المسجد فإذا قصاص يقص فقال له: قم من مجلسي فقال لا أقوم و قد
جلست فيه أو قال: قد سبقتك إليه قال: فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرطة فأقامه
فلو كان ذلك من السنة لما حل لابن عمر
نام کتاب : قوت القلوب نویسنده : ابوطالب مکی جلد : 1 صفحه : 127