responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 787

أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين [1] .

نعم شهد المسلمون ذلك الإنقلاب الذي هو أساس فرقتهم ، ونقطة ضعفهم ، وما أعظم كلمة ( ليوبولد فايس ) حيث يقول : إنّ العنصر الذي خلق قوّة العالم الإسلامي من قبل هو المسؤول الآن عن ضعف المسلمين ، فإن المجتمع الإسلامي بُني مند أوّله على اُسس دينية ، وضعف هذا الأساس قاد بالضرورة إلى ضعف البناء الثقافي فيه [2] .

فالصحابة الأوّلون من مهاجرين وأنصار هم المسؤولون عما يعانيه المسلمون اليوم من خلاف وتفرقة وتفكك ، نعم لقد فاجأ المسلمون خطب رهيب أنساهم مصيبتهم في نبيهم العظيم ، فقد شاهدوا نفراً من الصحابة على شكل مظاهرة عنيفه يأخذون مَن وَجدوه في الطريق لبيعة أبي بكر ، ولا يسمحون له بالتردّد ، وما هي إلاّ ساعة ومثلها حتى أصبح أبوبكر أميراً تصدر منه الأوامر ، لقد تمّ الأمر لأبي بكر مع معارضة من بعض كبار الصحابة لا يستهان بمقامهم قد انضموا الى الإمام عليه السلام محتمين ببيته من الحاكمين الجدد .

واعتقد الحكام أنّ ما أحرزه من نصر هو غير تام وناقص؛ لعدم بيعة اُولئك النفر لأهميتهم ، وما لهم من رصيد في قلوب المسلمين ، وفكّروا فلم يجدوا بدّاً من مداهمة هؤلاء النفر وأخذهم بالقوة ليبايعوا قهراً ، وترجّح لهم هذا المعنى مع ما فيه من مخاطر ، فهم يقتحمون بيت فاطمة عليها السلام بضعة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، والتي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها ، لكنهم لم يجدوا طريقاً سواه .

روى البلاذري : أنّ أبابكر أرسل إلى علي يريد البيعة منه فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقته فاطمة على الباب فقالت فاطمة : « يا ابن الخطاب أتراك مُحرقاً عليّ بابي » ؟!!

قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء بك أبوك [3] .

نعم أخرجوا الإمام عليه السلام مقيّداً بحمائل سيفه تحفّ به أصحابه ، وفاطمة الزهراء سلام الله


[1]آل عمران : 144 .

[2]الإسلام على مفترق الطرق : 12 .

[3]أنساب الأشراف 1 : 586 .

نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 787
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست