responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 749

تدوين بعضها الذي بقي في خاطري كي لا أنساها ، ويكون تذكرة لي عسى أن أجدد عندما أتذكرها شكراً .

لا يقال : لا شكّ في أنّ تزكية النفس قبيحة ، وهذه المندرجات تتضمن ذلك ، أي ذكر هذه المطالب ـ التي ستأتي إن شاء الله تعالى ـ وتسويدها لا يخلو من تزكية النفس .

لأنّه يقال : أوّلاً : لما كان كلّ كمال وبهاء إنّما يكون في الحقيقة لله تعالى وحده ، والممكن في نفسه ليس وبه أيس ، أي الممكن من حيث الإمكان ليس إلاّ قوّة صرفة وعدماً محضاً ، وهو في نفسه فاقد لكلّ كمال ، وكلّ ما يترائى منه من الكمال والبهاء من تجلّيات كمال خالقه وبروز أنوار عظمته ( العبد وما في يده كان لمولاه ) ، ففي اظهار شيء من الكمالات اظهار كمال وجود الحقّ وسعة رحمته وعموم قدرته .

وثانياً : إنّما نسلّم ذلك إن لم يتعلّق به غرض عقلائي ، وإنّما الغرض من تسويدها عدّة اُمور ، كلّ واحد منها كافٍ في تحسينها :

أحدها : امتثال قوله تعالى : ﴿ وأما بنعمة ربك فحدّث [1] ، فأردتُ أن أحدّث بعض ما منحني ربي من السوانح واللوائح والبوارق ، التي وردت عليّ من فضل ربي في أيام دهري .

وثانيها : اعلان مزيد احسانه إليّ؛ طلباً للزيادة ، لقوه تعالى : ﴿ لئن شكرتم لأزيدنكم [2] ، فإنّ اظهار فضل الله ورحمته نوع من شكره ، فكان من النعم التي أنعم بها عليّ معرفته بطريق لا يحتمل خطر التلبيس؛ لأنّه سبحانه عرّفني نفسه بالوجدان ، فاستغنيت عن اقامة البرهان .

وثالثها : لمّا رأيتُ أنّ عموم الناس ـ إلاّ مَن شذّ وندر ـ غفلوا عن تحصيل معرفة الله تعالى والسلوك في طريق مرضاته ، ورقدوا في مراقد الجهالة ، معتذرين بأنّه لا يمكن لنا معرفة الله تعالى زائداً على القدر الذي أخذناه من الآباء والاُمهات والعُلماء . وإن سئل أحدهم : لمَ لا تجاهد في تحصيل معرفة الله تعالى ، يعتذر بأنّ الله تعالى لم يكلّفنا زائداً على هذا القدر الذي


[1]ـ الضحى : 11 .

[2]ـ ابراهيم : 7 .

نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 749
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست