نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 718
إليك بعض الجيران لحاجة مهمّة ، فادخلي ولفّي رأسك بالملاءة ،
وأدخلني الدار وأنا أعرفها ، فإذا بشقاق مشدودة وسط الدار ، ورجل قاعد بجنب
الشقاق ، فرفع الخادم طرفه ودخلت ، فإذا بامرأة قد أخذها الطلق ، وامرأة
قاعدة خلفها كأنّها تقبّلها .
فقالت المرأة : تعينينا فيما نحن فيه ، فعالجتها بما يعالج به مثلها
، فما كان إلاّ قليلاً حتى سقط غلام ، فأخذتهُ على كفي وصحتُ غلام غلام ،
وأخرجتُ رأسي من طرف الشقاق اُبشّر الرجل القاعد ، فقيل لي : لا تصيحي ،
فلمّا رددتُ وجهي إلى الغلام قد كنت فقدته من كفي .
فقالت لي المرأة : لا تصيحي ، وأخذ الخادم بيدي ، ولفّ رأسي
بالملائة وأخرجني من الدار ، وردّني إلى داري وناولني صرّة وقال : لا تخبري
بما رأيتِ أحداً ، فدخلتُ الدار ورجعتُ إلى فراشي في هذا البيت وابنتي
نائمة ، فأنبهتها وسألتها هل علمتي بخروجي ورجوعي .
فقالت : لا ، وفتحتُ الصرّة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانير
عدداً ، وما أخبرتُ بهذا أحداً إلاّ في هذا الوقت لمّا تكلمتَ بهذا الكلام
على حدّ الهزو ، فحدّثتكَ اشفاقاً عليك ، فإنّ لهؤلاء القوم عند الله عزّ
وجل شأناً ومنزلة ، وكلّ ما يدّعونه حقّ .
قال : فعجبت من قولها وصرفته إلى السخرية والهزو ، ولم أسألها عن
الوقت ، غير أنّي أعلم يقيناً أنّي غبتُ عنهم في سنة نيف وخمسين ومائتين ،
ورجعتُ إلى سر مَن رأى في وقت أخبرتني العجوز بهذا الخبر في سنة إحدى
وثمانين ومائتين في وزارة عبدالله بن سليمان لما قصدته ، قال حنظلة فدعوتُ
بأبي الفرج المظفر بن أحمد حتى سمع معي هذا الخبر [1] .
371 ماريّة العبديّة
ماريّة بنت سعيد ـ وقيل : بنت سعد ـ العبديّة ، من بني عبدالقيس ،
ويقال لها : سعديّة بنت منقذ ، كانت تسكن مدينة البصرة في جنوب العراق .