وفي عهد المتوكّل انتزعها من الفاطميين وأقطعها عبدالله بن عمر
البازيار ، وكان من ضمنها إحدى عشرة نخلة غرسها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم بيده الكريمة ، فوجّه عبدالله بن عمر البازيار رجلاً يقال له
بشران بن أبي اُمية الثقفي إلى المدينة ، فصرم تلك النخيل ، ثم عاد ففُلج .
وبهذا كان آخر العهد بهذه المقاطعة الكبيرة .
وخلاصة المسألة : أنّ أبابكر استولى على فدك وطرد عمّال فاطمة عليها
السلام منها ، فجاءت فاطمة الزهراء سلام الله عليها مطالبةً بفدك على
أنّها نحلة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فطالبها أبوبكر
بالبيّنة ، فجاءت بعلي سلام الله عليه ، وبالحسن والحسين وهما صغيران ،
وباُم أيمن ، يشهدون لها بذلك ، فردّ أبوبكر شهادة الشهود بحجّة أنّ عليّاً
يجر النار إلى قرصه!!! والحسنان صغيران!! ، و اُم أيمن امرأة غير عربية!! .
فلم تسكت الزهراء سلام الله عليها عن حقّها ، وأقامت الدعوى ثانية
وطالبت بفدك على أنّها سهم ذي القربى ، فاقتنع أبوبكر بالقضيّة ، وكتبَ
لفاطمة سلام الله عليها بذلك كتاباً ، إلاّ أنّ دخول عمر بن الخطاب ـ وكان
غائباً حينما كتب أبوبكر الكتاب لفاطمة سلام الله عليها ـ غيّر كلّ شيء ،
حيث سأل أبابكر : ما هذا ؟
فقال : كتاب كتبته لفاطمة بحقّها من أبيها .
فقال : ماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ؟ ثم أخذ عمر الكتاب فشقّه [1] .