نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 622
فلمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من عندها بعثت
إليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم ، فأخذته منها ووضعته في جفنة وغطّت
عليها وقالت : « لأوثرن بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على نفسي
ومن عندي » ، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة من طعام .
فبعثت حسناً وحسيناً إلى جدّهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فرجع إليها فقالت : « بأبي أنت يا رسول الله ، قد أتانا الله بشيء فخبّأته
لك » .
قال : « فهلمي به » ، فاُتي به فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة
خبزاً ولحماً ، فلمّا نظرت إليه بهتت وعرفت أنَّها بركة من الله ، فحمدت
الله تعالى وصلّت على نبيّه .
فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « من أين لك هذا يا بنية » ؟
قالت : « هو من عند الله ، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب » .
فحمد الله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : « الحمد لله
جعلكِ شبيهة بسيّدة نساء بني اسرائيل ، فإنّها كانت إذا رزقها الله رزقاً
حسناً فسُئلت عنه قالت : هو من عند الله ، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب
» .
فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي عليه السلام ، فأكل
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ،
وجميع أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى شبعوا ، وبقيت الجفنة كما
هي .
قالت فاطمة عليها السلام : « وأوسعتُ منها على جميع جيراني ، وجعل
الله فيها بركة وخيراً طويلاً ، وكان أصل الجفنة رغيفين وبضعة لحم والباقي
بركة من الله » [1] .
[24] روى أبوسعيد : أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام :
« اُوتيتَ ثلاثاً لم يؤتهن أحد ولا أنا : صهراً مثلي ولم أوت أنا
مثلك ، واُوتيتَ زوجة صدّيقة مثل ابنتي ولم اُوت مثلها زوجة ، واُوتيتَ
الحسن والحسين من صُلبك ولم اُوت من صلبي مثلهما ، ولكنّك مني وأنا منك »
[2] .