نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 591
جليلاً رئيساً مطاعاً ورعاً فاضلاً ، وهو وصيّ أبيه ، ووالي صدقات جدّه أمير المؤمنين عليه السلام .
وعاشت إلى جنبه حياةً ملؤها الحبّ والإيمان ، وقد كوّنا الاُسرة
المثالثة التي تبني تعاملها على الاُسس الإسلاميّة الرفيعة ، كيف لا وهما
أبناء الحسن والحسين ، ونجلا علي وفاطمة عليهم السلام .
نعم ، عاشت فاطمة في بيت زوجها الحسن المثنى سنينَ طويلة ، وقامت
بشؤون البيت واداراته بصورة تضمن لهما السعادة الزوجية والحياة المنزليّة ،
وقد كانت مثالاً حيّاً فيما ينبغي أن تتخذه الزوجة أساساً لحياتها
المنزلية الفاضلة . وولدت فاطمة ثلاثة أولاد ، هم : عبدالله المحض ، الحسن
المثلث ، ابراهيم الغمر .
وقد ربّت فاطمة أولادها تربية علويّة صالحة ، حتى عُرفوا في التأريخ
بالعلم الغزير ، والأدب الجم ، والخبرة الصائبة ، والمعرفة السديدة ،
والعقيدة الراسخة ، والشجاعة والثبات والإقدام ، وقطعوا في حياتهم أشواطاً
في سبيل الجهاد والكفاح ، وسيف العباسيين مصلت فوق رؤوسهم ، وسياطهم تلهب
ظهورهم ، وأبواب السجن مفتّحة في وجوه كلّ بني الحسن وعوائلهم ، وهم في كلّ
هذه المحن كانوا أصلب عوداً ، وأقوى شكيمة ، وأشدّ مراساً ، وأقوى ايماناً
، وأكثر صبراً .
وعاشت فاطمة بجنب الحسن المثنى إلى أن دسّ إليه الوليد بن عبدالملك
مَن سقاه سماً ، فمات وعمره خمس وثلاثون سنة ، ورأى في منامه قبل وفاته
بقليل كأن بين عينيه مكتوب : قل هو الله أحد ، فاستبشر بذلك أهله وفرحوا ،
فقال سعيد بن المسيب : إن كان رآها قلّما بقي ، فما أتى عليه إلاّ قليل حتى
مات .
وقد صُدمت فاطمة بوفاة زوجها صدمة عنيفة ، وطعن قلبها بطعنة قاتلة ،
وتأثّرت بها ، وقد ملأ الحزن قلبها ، فانتقلت إلى موضع قبر زوجها وضربت
فسطاطاً عليه ، وكانت تقوم الليل وهي باكية إلى سنة ، ولمّا كانت رأس السنة
قالت لمواليها : إذا أظلم الليل فقوضوا هذا الفسطاط ، فلمّا أظلم الليل
وقوضوه سمعتْ قائلاً يقول : هل وجدوا ما فقدوا ؟ فأجابه آخر : بل يئسوا
فانقلبوا .
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 591