نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 550
السيف ، وأنتِ واقفة بين الصفّين يوم صِفّين ، تقولين :
يا أيّها الناس عليكم أنفسكم ، لا يضرّكم مَنْ ضلّ إذا اهتديتم ،
إنّ الجنّة دار لا يرحل عنها مَن قطنها ، ولا يحزن مَن سكنها ، فابتاعوها
بدارٍ لا يدوم نعيمها ، ولا تنصرم همومها . كونوا قوماً مُستبصرين .
إنّ معاوية دلف [1] إليكم بعُجم [2] العرب ، غلف القلوب [3] ، لا
يفقهوا الإيمان ، ولا يدرون ما الحكمة ، دعاهم بالدنيا فأجابوه ، واستدعاهم
إلى الباطل فلبّوه .
فالله الله عباد الله في دين الله ، وإيّاكم والتواكل ، فإنّ ذلك
نقض عروة الاسلام ، وإطفاء نور الإيمان ، وذهاب السنّة ، واظهار الباطل .
هذه بدر الصغرى ، والعقبة الاُخرى . قاتلوا يا معشر الأنصار
والمهاجرين على بصيرة من دينكم ، واصبروا على عزيمتكم ، فكأنّي بكم غداً
وقد لقيتم أهل الشام كالحمُر الناهقة ، والبغال الشّحاجة [4] ، تصقع [5]
صقع البقر ، وتروث روث العتاق [6] .
فقال معاوية : فوالله لولا قدر الله ، وما أحبّ أن يجعل هذا الأمر ، لقد كان انكفأ عليّ العسكران ، فما حملكِ على ذلك ؟