ولا شكّ ولا ريب أنّ المرأة المتعلّمة أفضل من الجاهلة ، فهي
تستطيع وبكلّ جدارة إدارة بيتها بما يرضي الله وزوجها ، وتستطيع أيضاً أن
تربّي أولادها تربية صالحة تعدّهم للمستقبل ، فهي المعلّم الأوّل والمدرسة
الاُولى التي يتخرّج منها العلماء والمفكرون .
قال الشاعر :
الاُم مدرسة إذا أعددتهـا *** أعددت جيلاً طيّب الأعراق
الاُم اُستاذ الأستاذة الاُولى *** شغلت مآثرها مدى الآفاق
الاُم روض إن تعهّده الحيا *** بالـريّ أورق أيمـا ايراق
والمرأة الجاهلة يأخذها العجب والغرور فلا تراها إلاّ منشغلة
بنفسها وزينتها ، تحاول أن تظهر بغير وجهها الحقيقي ، وتتصوّر بعملها هذا
قد ازدادت جاهاً ورفعة ، وهي في الواقع قد انطمست في دياجير الجهل .
ما العزِ لبسك أثـواب فخرت بهـا *** والجهل من تحتها ضاف على الجسد
ولا شك أنّ هكذا امرأة يكون ضررها على المجتمع وخيماً ، فلا
تعلّم أبناءها إلاّ سيء الأخلاق ، وما ورثته من عادات بالية أكل الدهر
عليها وشرب ، فشأنها شأن المعلم السيء .
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 54