ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه القطب الراوندي في الخرائج والجرائح من
أنّها اُخذت في خلافة عمر : وقدمت إلى المدينة واختارها الإمام الحسين
عليه السلام ، وذكر كلام أمير المؤمنين عليه السلام إلى أن قال : ثم التفتَ
إلى الحسين عليه السلام فقال له : « احتفظ بها وأحسن إليها فستلد لكَ خير
أهل الأرض في زمانه بعدك » ، وهي اُم الأوصياء الذرية الطيبّة ، فولدت علي
بن الحسين زين العابدين عليهما السلام ، ويروى أنّها ماتت في نفاسها به [2]
.
وروى الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا عليه السلام :
حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين ابن أحمد البيهقي ، عن محمّد بن يحيى الصولي ،
عن عون بن محمّد ، عن سهل بن القاسم البوشنجاني ، قال : قال لي الرضا عليه
السلام بخراسان : « بيننا وبينكم نسب » .
قلتُ : وما هو أيها الأمير ؟
قال : « إن عبدالله بن عامر كريز لما فتح خراسان أصاب ابنتين
ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما إلى عثمان بن عفان ، فوهب
إحداهما للحسن والاُخرى للحسين ، فماتتا عندهما نفساوين ، وكانت صاحبة
الحسين نفست بعلي عليهما السلام ، فكفل عليّاً بعض اُمهات أولاد أبيه ،
فنشأ وهو لا يعرف اُمّاً غيرها ، ثم علم أنّها مولاته ، وكان الناس
يسمّونها اُمّه ، وزعموا أنّه زوّج اُمه ، ومعاذ الله إنّما الأمر على ما
ذكرناه » [3] .
وهذا يدل على أنّ الزواج وقع في زمن عثمان ، وليس في زمن عمر كما دلّ عليه الحديثان السابقان .
وقال الشيخ المفيد في الإرشاد ، والطبرسي في إعلام الورى : وكان أمير المؤمنين عليه السلام ولّى
[1]ـ الكافي 1 : 388 حديث 1 باب مولد علي بن الحسين عليهما السلام .
[2]ـ الخرائج والجرائح : 196 ، وعنه في بحار الأنوار 46 : 10 حديث 21 .
[3]ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 128 حديث 6 ، وعنه في بحار الأنوار 46 : 8 حديث 19 .
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 534