نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 511
وأنت سلّمك الله إذا علمت أن سكينة تقول للصحابي الجليل سهل بن
سعد الساعدي في الشام : قُل لصاحب هذا الرأس أن يقدّم الرأس أمامنا حتى
يشتغل الناس بالنظر إليه ، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم .
قال سهل : فدنوتُ من صاحب الرأس فقلت له : هل لكَ أن تقضي حاجتي وتأخذ منّي أربعمائة دينار ؟
قال : وما هي ؟
قلت : تُقدّم الرأس أمام الحرم ، ففعل ذلك ، فدفعتُ إليه ما وعدته [1] .
وإذا كان حال هذه السيّدة في الصيانة والحجاب في موضع سلب فيه الإختيار ، فهل يتصوّر مسلم أن تواعد عمر بن أبي ربيعة الصورين ؟ !
ولو قلنا : إنّ اجتماع الصورين تأخّر عن واقعة الطف كثيراً حتى
نستها سكينة ، فإن ابن أبي ربيعة تاب عام 62هـ ، فيبطل الاجتماع أيضاً .
ولو صحّ اجتماع الصورين لَذَكَرَهُ كبار مؤرّخي الشيعة ومحدّثيهم ،
فقد تميّزوا بالإطلاع والتحقيق ، وعدم المهادنة ، فهذه كتب الشيخ المفيد
والسيّد المرتضى والشيخ الطوسي والطبرسي وغيرهم من أعلام الطائفة وهي خالية
من الإشارة إلى ذلك ونحوه .
ومَن قرأ مصنّفات هؤلاء الأعلام يجد ما كتبوه عمن شذّ من أولاد
الأئمة عليهم السلام ، فهذا جعفر بن الإمام الهادي عليه السلام وقد وصفوه
بالكذب وشرب الخمر ومعاونة الظالمين ، كما تناولوا غيره كعلي بن اسماعيل بن
الإمام الصادق عليه السلام وغيرهما ، فهم لم يتعصّبوا إلاّ للحقّ ، ولم
يكتبوا إلاّ للتأريخ [2] .
وقالت الدكتورة بنت الشاطىء : ربما عرض لنا آخر الأمر أن نسأل : متى
ظهرت سكينة في المجتمع طليقة متحرّرة ، وشاركت في التأريخ الأدبي بعصرها ؟
الأخبار التي بين أيدينا تشير إلى أنّها ظهرت لأوّل مرّة في موسم الحج سنة 60هـ حين