وشيء آخر يجب أن نتنبّه له هو أثر الصنعة واضح على هذا التلفيق ،
وهو تجميع لكلمات عدّة من النقاد والبصراء بالشعر ، وقد مرّ عليك آنفاً نقد
المرأة الأموية لبعض الأبيات بالنقد الذي نسبوه للسيّدة سكينة ، كما أنّ
بيت نصيب واصلاحه المنسوب إلى السيّدة سكينة رواه ابن قتيبة بلفظ مقارب
لعبدالملك بن مروان ، قال : دخل الاقيشر على عبدالملك بن مروان وعنده قوم ،
فتذاكروا الشعر وقول نصيب :
اهيم بدعد ما حييت فإن أمت *** فيا ويح دعد من يهيم بها بعدي
فقال الاقيشر : والله لقد أساء قائل هذا البيت .
فقال عبدالملك : فكيف كنت تقول لو كنت قائله ؟
قال : كنت أقول :
تحبّكم نفسي حياتي فإن أمت *** اُوكل بِدَعد من يهيم بها بعـدي
فقال عبدالملك : والله لأنت أسوأ قولاً منه حين توكل بها .
فقال الاقيشر : فكيف كنت تقول يا أمير المؤمنين ؟
قال : كنت أقول :
تحبكم نفسي حياتي فإن أمت *** فلا صلحت هند لـذي خلّة بعدي
فقال القوم جميعاً : أنت والله يا أمير المؤمنين أشعر القوم [2] .
الثاني :
حديث الصورين ، قال أبو الفرج الأصفهاني : أخبرني علي بن صالح ، قال
: حدّثنا أبو هفان ، عن إسحاق ، عن أبي عبدالله الزبيري ، قال : اجتمع
نسوة من أهل المدينة من أهل الشرف ، فتذاكرن عمر بن أبي ربيعة وشعره وظرفه
وحسن حديثه ، فتشوّقن إليه وتمنيّنه ،