قال : رحم الله صاحبكَ كان صادقاً في شعره ، كان جميلاً كاسمه ، فحكمت له [1] .
وعلّق الاُستاذ علي دخيل على هذه الرواية بقوله : إنّ أثر الصنعة
واضح على هذه الرواية ، وهي من نسج الزبيري عدوّ أهل البيت ، وما أكثر
مفترياته هو وذويه على آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، لقد جعلَ من
ابنة الرسالة النابغة الذبياني (فقد كان يضرب له قبة من ادم بسوق عكاظ
فتأتيه الشعراء فتعرض أشعارها) [2] وجدير بالذكر أنّ المؤرّخين لم يحدّثونا
عن مثل هذا الاجتماع لمن سبقها من نساء أهل البيت عليهم الصلاة والسّلام
كفاطمة وزينب عليهما السلام ، مع أنّهما أجل وأعلم من سكينة ، بل لم يذكر
التأريخ إجتماع مثل هؤلاء الرواة عند أحد من الأئمة عليهم السلام للحكومة
فيما بينهم .
نعم ورد في نهج البلاغة : سُئل عليه السلام : مَن أشعر الشعراء ؟
فقال : « إنّ القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها ، فإن كان
ولابد فالملك الضليل » ، يريد أمرىء القيس [3] .
أنا لا أدري كيف يقبل هؤلاء بحكم سكينة مع أنّه لم يرو لها إلاّ سبعة أبيات ، لا تؤهل قائلها لمثل هذا المنصب الكبير .
وقد سُئل المرحوم الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء طاب ثراه عن هذا
الإجتماع فقال : لم يذكره ابن قتيبة ولا ابن طيفور في بلاغات النساء ، مع
أنّهما أقدم من أبي الفرج .
وقال؛ : أبو الفرج كتابه كتاب لهو ، وقد يأخذ عن الكذّابين ، وحمّاد الذي جاءت عنه الرواية كذّاب [4] .
وقال الشيخ جعفر النقدي؛ : أمّا وصف الحسين عليه السلام لإبنته سكينة من غلبة الإستغراق