responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 496

كان الإمام الحسين عليه السلام يحبّها حبّاً شديداً ، ويقول فيها وفي اُمّها الرباب الشعر ، قال :

لعمـركَ أنّنـي لاُحـبّ داراً *** تـحلّ بهـا سكينـة والرباب

أحبّهما وأبـذل جـلّ مـالي *** ولـيس للائمـي فيهـا عتاب

ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً *** حيـاتي أو يعلّيني التراب [1]

وفي هذه الأسطر القليلة نلقي الضوء على بعض جوانب حياتها المباركة :

في كربلاء :

لقد حضرت هذه العلوية الشريفة مع والدها أرض كربلاء ، وشاهدت ما جرى على أبيها واخوتها وعمومتها وبقية بني هاشم وأنصارهم ، وشاركت النساء مصائب السبي ، والسير من كربلاء إلى الكوفة ثم الشام فالمدينة .

وعندما ذُبح أخوها عبدالله الرضيع اُذهلت سكينة ، حتى أنّها لم تستطع أن تقوم لتوديع أبيها الحسين عليه السلام ، حيث حفّت به بنات الرسالة وكرائم الوحي ، وقد ظلّت في مكانها باكية ، فلحظ سيّد الشهداء عليه السلام ابنته وهي بهذا الحال ، فوقف عليها يكلّمها مصبّراً لها وهو يقول :

سيطول بعدي يا سكينة فـأعلمي *** مـنك البكاء إذا الحِمـام دهاني

لا تحـرقي قلبـي بدمعكِ حسرةً *** مـا دام منّي الروح في جثماني

فإذا قتلتُ فأنـتِ أولـى بـالذي *** تـأتينه يـا خيـرة النســوان

وبعد مصرع الحسين عليه السلام ومجىء جواده إلى الخيام عارياً وسرجه خالياً ، خرجت سكينة فنادت : واقتيلاه ، واأبتاه ، واحسناه ، واحسيناه ، واغربتاه ، وابعد سفراه ، واكربتاه .

فلمّا سمع باقي الحرم خرجن فنظرن الفرس ، فجعلْن يلطمن الخدود ، ويقلْن : وامحمداه [2] .

وعند رحيل العيال بعد مصرع الحسين عليه السلام مرّوا على أرض المعركة ، فشاهدت سكينة جسد أبيها على الصعيد ، فألقت بنفسها عليه تتزوّد من توديعه وتبثه ما اختلج في صدرها


[1]ـ الأغاني 16 : 139 ، البداية والنهاية 8 : 209 ، تذكرة الخواص : 233 ، الفصول المهمة : 183 .

[2]ـ زينب الكبرى عليها السلام للشيخ جعفر النقدي : 109 .

نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 496
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست