نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 493
ويفرج عن المركوب ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ويعين على نوائب الدهر ، ولم يرد طالب حاجة قطّ ، أنا ابنة حاتم الطائي .
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « يا جارية هذه صفة المؤمن
حقّاً ، ولو كان أبوك مسلماً لترحّمنا عليه ، خلّوا عنها ، فإن أباها كان
يحب مكارم الأخلاق » .
وقال فيها : « ارحموا عزيزاً ذلّ ، وغنياً افتقر ، وعالماً ضاع بين
جهال » ، فأطلقها ومَنَّ عليها بقومها ، فاستأذنته في الدعاء له فأذن لها
وقال لأصحابه : « اسمعوا وعوا » ، وذكر الدعاء .
وذكره دحلان في سيرته بأطول من ذلك ، ونحن ننقله منها قالت : شكرتكَ
يدٌ افتقرت بعد غنى ، ولا ملكتكَ يد استغنت بعد فقر ، وأصابَ الله
بمعروفكَ مواضعه ، ولا جعلَ لكَ إلى لئيمٍ حاجة ، ولا سلبَ نعمةً من كريم
إلاّ وجعلكَ سبباً لردّها .
وبعض ما ذكره شارح رسالة ابن زيدون قد انفرد به مثل قوله عليه
السلام : « لما اُتي بسبايا طي وقفت جارية » إلى قوله : « بفصاحتها »
وللتأمل في صحته مجال :
أولاً : إنّه عليه السلام هو الذي جاء بسبايا طي ومعهنّ سَفّانة ،
فلابدّ أن يكون رآها مراراً ، فكيف يقول : « فلمّا رأيتها اُعجبت بها » .
ولا يصح أن يريد لمّا رأيتها عند سبيها ؛ لأنّ ظاهر السياق أنّ ذلك كان
لمّا وقفت أمام النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وكلّمته .
ثانياً : إنّ مقام علي عليه السلام أرفع من أن يتطلّع إلى جارية
مسبيّة فيعجب بجمالها ، ثم يقول : « فلما تكلمت أنسيت جمالها بفصاحتها » .
ثالثاً : إنّ طلبها من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إنّما هو
للتسرّي بها ، لما رأى من جمالها ، ولم يكن ليتسرّى في حياة الزهراء عليها
السلام ، ولا ينافيه اصطفاؤه جارية في خبر سريته لليمن ، فلعلّ ذلك كان
للخدمة .
رابعاً : إنّ هذا الذي نقله شارح الرسالة لم يذكره ابن سعد في
طبقاته ، ولا ابن هشام في سيرته ، ولا صاحب السيرة الحلبيّة ، ولا دحلان في
سيرته ، ولا غيرهم ممّن رأينا كلامه ، وذلك يوجب الريب في صحته .