نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 492
وفي السيرة الحلبية في رواية أنّها قالت : يا محمّد إنْ رأيتَ أن
تخلّي عنّا ولا تشمت بنا أحياء العرب ، فإنّي ابنة سيّد قومي ، وإن أبي
كان يحمي الذمار ، ويفكّ العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقري
الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السّلام ، ولم يرد طالب حاجة قطّ ، أنا ابنة
حاتم طي .
فقال لها : « يا جارية هذه صفة المؤمن حقّاً ، لو كان أبوك مُسلماً لترحمنا عليه ، خلّوا عنها ، فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق » .
وفي رواية قالت له : يا محمّد إن رأيتَ أن تمنّ عليّ ولا تفضحني في
قومي ، فإنّي بنت سيّدهم ، إنّ أبي كان يطعم الطعام ، ويحفظ الجوار ، ويرعى
الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العريان ، ولم يرد طالب حاجة
قطّ ، أنا بنت حاتم الطائي .
فقال لها : « هذه مكارم الأخلاق حقّاً ، لو كان أبوك مسلماً لترحمتُ
عليه ، خلّوا عنها فإنّ أباها كان يحب مكارم الأخلاق ، وإنّ الله يحب
مكارم الأخلاق » .
ويمكن أن تكون قالت ذلك كلّه ، كلّ قول في مرّة من المرات الثلاث .
وفي شرح رسالة ابن زيدون وغيرها : حكي عن علي بن أبي طالب عليه
السلام أنّه قال يوماً « سبحان الله ما أزهد كثيراً من الناس في خير ،
عجباً لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلاً ، فلو كان
لا يرجو ثواباً ولا يخاف عقاباً لكان ينبغي له أن يسارع إلى مكارم الأخلاق ،
فإنّها تدلّ على سبيل النجاح » .
فقام إليه رجل وقال : يا أمير المؤمنين أسَمِعْتَهُ من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال : « نعم ، لما اُتي بسبايا طي وقفت جارية عيطاء [1] لعساء [2] ،
فلما رأيتها اُعجبتُ بها ، وقلت : لأطلبنّها من النبيّ صلى الله عليه وآله
وسلم ، فلمّا تكلمتْ أنسيت جمالها بفصاحتها » .
قالت : يا محمّد إن رأيتَ أن تخلّي عنّي ولا تُشمت بي أحياء العرب ،
فإنّي ابنة سيّد قومي ، وإنّ أبي كان يفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو
العاري ، ويحفظ الجار ، ويحمي الذمار ،