نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 491
جملتهم .
قال السيّد محسن الأمين في الأعيان : وهي اُخت عدي بن حاتم التي
كانت في السبي ، اسمها سَفّانة : بفتح السين المهملة وتشديد الفاء ، وهي في
اللغة الدرّة . وقد عطف عليها علي عليه السلام وأشار إليها بأن تكلّم
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فكلمته فعفا عنها وأكرمها بسبب إشارة علي
عليه السلام .
وخبرها من الأخبار الظريفة الدالة على نبلها وكمال عقلها وفصاحة
لسانها ، ويمكن للمرء أن يستفيد منه فوائد ، ويتعلّم منه رأياً وأخلاقاً
وأفعالاً كريمة ، فلا بأس بأن نذكرها هنا :
قال ابن هشام في سيرته ـ فيما حكاه عن ابن إسحاق ـ : فقدم بابنة
حاتم الطائي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سبايا من طي ، وقد
بلغه هرب عدي بن حاتم إلى الشام ، فجُعلت بنت حاتم في حظيرة بباب المسجد
كانت السبايا تُحبس فيها ، فمرّ بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
فقامت إليه ـ وكانت امرأة جزلة ( أي : ذات وقار وعقل ) ـ فقالت : يا رسول
الله ، هلكَ الوالد ، وغاب الوافد ، فامنن عليّ مَنّ الله عليك .
قال : « ومَن وافدك » .
قالت : عدي بن حاتم .
قال : « الفار من الله ورسوله » .
قالت : ثم مضى وتركني حتى إذا كان من الغد مرَّ بي ، فقلتُ له مثل
ذلك ، وقال لي مثل ما قال بالأمس ، حتى إذا كان بعد الغد مرَّ بي وقد يئستُ
منه ، فأشار إليّ رجل من خلفه أن قومي فكلميه ، فقمتُ إليه وقلت له مثل
ذلك .
فقال : « قد فعلتْ ، فلا تعجلي حتى تجدي من قومكِ مَن يكون لك ثقة
يبلغك إلى بلادك فآذنيني » . وسألت عن الرجل الذي أشار إليّ أن اُكلّمه ،
فقيل : هو علي بن أبي طالب .
فأقمتُ حتى قدم رهط من طي ، وإنّما اُريد أن آتي أخي بالشام ،
فأخبرته أنّ لي فيهم ثقة وبلاغاً ، فكساني وحملني وأعطاني نفقة ، فخرجتُ
حتى قدمتُ الشام على أخي ، وكان أخوها بدومة الجندل .
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 491