أخذت المقدّمات والعلوم الأوليّة وفنون الأدب على اُمّها قرّة العين
، وتفقّهت على أبيها المتوفى سنة 1296هـ وجدّها لاُمّها الشيخ محمّد صالح
البرغاني القزويني المتوفى سنة 1271هـ . ثم لازمت اُمّها في السفر والحضر ،
وأخذت عنها الكثير سيّما العلوم العقلية ، ولمّا بلغت سنّ الرشد تزوّجت
أحد أعيان أسرة آل أفشار القزوينية .
وهي من فواضل نساء عصرها ، تتّصف بالعقل الراجح ، والتدبير ، والدين
والصلاح . شغلت كرسي التدريس والفتوى والإمامة في الجناح الخاصّ بالنساء
في المدرسة الصالحية بقزوين ، وكانت ترتقي المنبر ، ولها مقدرة عالية على
الخطابة والوعظ ، وكانت كثيرة الزهد والورع والتقوى .
تركت عدّة مؤلّفات منها : رسائل وحواشي على الكتب الفلسفية
والكلاميّة ، وعدّة رسائل فقهية منها رسالة في الحيض ، ورسالة في الحج [1] .
262 زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة نقلاً عن ابن عساكر في
تأريخ دمش : ولدت قبل النبوّة وتوفّيت بعد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
بستة أشهر ، وصلّى عليها العباس بن عبدالمطلب ، ونزل في حفرتها هو وعلي
والفضل بن العباس [2] .
وقال الطبري في ذيل المذيل : توفّيت في أوّل سنة 8 من الهجرة ، وكان
سبب وفاتها أنّها لما خرجت من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أدرجها هبار بن الأسود ورجل آخر ، فدفعها أحدهما فيم قيل ، فسقطت على صخرة
فأسقطت فاهراقت الدم ، فلم يزل بها وجعها حتى ماتت [3] .
[1]ـ مستدركات أعيان الشيعة 6 : 174 نقلاً عن الأستاذ عبدالحسين الصالحي في كتابه المخطوط رياحين الشيعة .
[2]ـ أعيان الشيعة 7 : 141 نقلاً عن ابن عساكر في تأريخ دمشق : 292 .