نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 441
فقالت :
واثكلاه ، ليت الموت أعدمني الحياة ، اليوم ماتت اُمّي فاطمة و أبي علي وأخي الحسن ، يا خليفة الماضين وثمال الباقين .
فنظر إليها الحسين عليه السلام فقال لها : يا اُخيّة لا يذهبنَّ
بحلمك الشيطان ، وترقرقت عيناه بالدموع وقال : لو تُركَ القطا يوماً لنام .
فقالت : يا وليتاه ، أفتغتصب نفسكَ اغتصاباً ، فذلك أقرح لقلبي
وأشدّ على نفسي ، ثم لطمت وجهها وهوت إلى جيبها فشقّته وخرّت مغشياً عليها .
فقام إليها الحسين وصبّ على وجهها الماء وقال لها : إيهاً يا اُختاه
اتّقِ الله وتعزّي بعزاء الله ، واعلمي أنّ أهل الأرض يموتون ، وأهل
السماء لا يبقون ، وأنّ كلّ شيء هالك إلاّ وجهه ، إلى أن قال : فعزّاها
بهذا ونحوه ، وقال لها : يا اُخيّة إني أقسمت عليك فأبري قسمي ، لا تشقي
عليّ جيباً ، ولا تخمشي عليّ وجهاً ، ولا تدعي عليّ بالويل والثبور إذا أنا
هلكت ، ثم جاء بها حتى أجلسها عندي » [1] .
وروى ابن طاووس هذا الخبر بنحو ما رواه المفيد ، وصرّح باسم اُخته
زينب وزاد في الأبيات : ( ما أقرب الوعد من الرحيل ) ، قال : فسمعت اُخته
زينب بنت فاطمة عليها السلام ذلك فقالت : يا أخي هذا كلام مَن أيقن بالقتل ،
فقال : « نعم يا اُختاه » ، فقالت زينب : واثكلاه . . . . . [2] .
وذكر هذه الأبيات ابن الأثير في الكامل في التأريخ [3] .
وذكر ابن طاووس : أنّ الحسين عليه السلام خاطب النساء وفيهنّ زينب و
اُم كلثوم فقال : « انظرن إذا أنا قُتلت فلا تشققنَّ عليّ جيباً ، ولا
تَخمشنَّ عليّ وجهاً ، ولا تقلنَّ هجراً » [4] .