والمراد باُخته في هذه الرواية هي زينب بلا ريب؛ لأنّها هي التي
كانت تراقب أحوال أخيها في كلّ وقت ساعة فساعة ، وتتبادل معه الكلام فيما
يحدث من الاُمور والأحوال .
وقد روى ابن طاووس هذه الرواية مع بعض الزيادة ، وصرّح بأنّ اسمها
زينب ، فقال : فسمعت اُخته زينب الضجّة . . . . إلى أن قال : فلطمت زينب
وجهها وصاحت ونادت بالويل ، فقال لها الحسين عليه السلام : « ليس لكِ الويل
يا اُخيّة ، اسكتي رحمك الله لا تشمتي القوم بنا » [2] .
وقال ابن الأثير في تأريخه : نهض عمر بن سعد إلى الحسين عشية الخميس
لتسعٍ مضين من المحرم بعد العصر ، والحسين جالس أمام بيته مُحتبياً بسيفه ،
إذ خفق برأسه على ركبته ، وسمعت اُخته زينب الضجّة فدنت منه فأيقظته فرفع
رأسه فقال : « إنّي رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال
: إنكَ تروح إلينا » ، فلطمت اُخته وجهها وقالت : يا ويلتاه ، قال : « ليس
لكِ الويل يا اُخيّة ، اسكتي رحمك الله » [3] .
وقال الشيخ المفيد رحمه الله : قال علي بن الحسين عليهما السلام : «
إنّي لجالس في صبيحتها وعندي عمّتي زينب تُمرّضني ، إذ اعتزل أبي في خباء
له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري ، وهو ـ أي جوين ـ يعالج سيفه ويصلحه و
أبي يقول :
فأعادها مرّتين أو ثلاثة حتى فهمتها وعرفتُ ما أراد ، فخنقتني
العبرة فردّدتها ولزمت السكوت ، وعلمتُ أنّ البلاء قد نزل ، وأمّا عمّتي
فإنّها لمّا سمعت ـ وهي امرأة ، ومن شأن النساء الرقة والجزع ـ فلم تملك
نفسها أن وثبت تجرّ ثوبها وأنّها لحاسرة حتى انتهت إليه