نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 439
وهي بهذا الكمال الفائق ، لا يستغرب منها تقديم أخيها على بعلها [1] .
مع الحسين عليه السلام في نهضته :
يُسجل التأريخ بكلّ فخر واعتزاز مواقف مشرّفة وبطولية للسيّدة زينب
سلام الله عليها في يوم عاشوراء ، حتى أنّها أصبحت شريكة الحسين عليه
السلام في نهضته ، فلا يمكن التحدّث عن واقعة الطف وتجاهل مواقف عقيلة
الهاشميين ، ونحن نذكر هنا بعضاً من مواقفها في ذلك اليوم الحزين؛ وفاءً
لها ولصمودها في وجوه أعداء آل البيت عليهم السلام .
قال السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : روى ابن طاووس أنّ الحسين
عليه السلام لمّا نزل الخزيمة أقام بها يوماً وليلة ، فلمّا أصبح أقبلت
إليه اُخته زينب فقالت : يا أخي ألا اُخبرك بشيء سمعته البارحة ؟
فقال الحسين عليه السلام : « وما ذاك ؟ » .
فقالت : خرجتُ في بعض الليل لقضاء حاجة فسمعت هاتفاً يهتف ويقول :
ألا يا عين فاحتفلي بجهـد *** ومَن يبكي على الشهداء بعدي
على قومٍ تسوقهم المنـايا *** بمقـدار إلـى انـجاز وعـدِ
فقال لها الحسين عليه السلام : « يا اُختاه كلّ الذي قضى فهو كائن » [2] .
وقال المفيد : لمّا كان اليوم التاسع من المحرم زحف عمر بن سعد إلى
الحسين عليه السلام بعد العصر ، والحسين عليه السّلام جالس أمام بيته محتبٍ
بسيفه ، إذ خفق برأسه على ركبتيه ، فسمعت اُخته الضجّة ، فدنت من أخيها
فقالت : يا أخي أما تسمع هذه الأصوات قد اقتربت ؟
فرفع الحسين رأسه فقال : « إنّي رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم الساعة في المنام ، فقال لي : إنّكَ تروح نا » ، فلطمت اُخته وجهها
ونادت بالويل ، فقال لها الحسين : « ليس لك الويل يا