نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 42
في النفس بالتبلغ والتربية الصالحين ، والمسلمون في غير برهة
يسيرة لم يستفيدوا من الأولياء المتظاهرين بولايتهم القيمين باُمورهم تربية
صالحة يجتمع فيها العلم والعمل ، فهذا معاوية يقول على منبر العراق حين
غلب أمر الخلافة ما حاصله : إني ما كنت اُقاتلكم لتصلّوا أو تصوموا فذلك
إليكم ، وإنّما كنت اُقاتلكم لأتأمر عليكم وقد فعلت ، وهذا غيره من
الأمويين والعباسيين فمن دونهم ، ولولا إستضاءة هذا الدين بنور الله الذي
لا يطفأ ﴿ والله متمّ نوره ولو كره الكافرون ﴾ [1] .
ولم تخل المرأة إما أن تكون بنتاً ، أو زوجة ، أو اُمّاً .
وفي كلّ الحالات نرى أنّ الإسلام يهتم بها اهتماماً بالغاً ، ويوصي
بها كثيراً ، ويظهر ذلك جلياً في كتاب الله وسنّة نبيّة صلى الله عليه وآله
وسلم .
البنات حسنات :
إنّ مطالعة سريعة للسنة النبويّة ، ولسيرة الأئمة الأطهار سلام
الله عليهم ، تكفينا لمعرفة مدى الإهتمام البالغ الذي أولاه الإسلام للبنت ،
والذي ظهر جليّاً من خلال قول وعمل وتقرير النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم
وأئمة أهل البيت عليهم السلام ، حتى أنّ علماءنا الأعلام أفردوا أبواباً
مستقلة في كتبهم الحديثية لما ورد في شأن البنت على لسان المعصومين عليهم
السلام ، مثل باب كراهة كراهة البنات ، باب تحريم تمنّي موت البنات ، باب
استحباب زيادة الرقة على البنات والشفقة عليهن أكثر من الصبيان ، باب
استحباب طلب البنات واكرامهن .
فهي ريحانة يشمها أبوها ، ونعم الولد البنات ملطّفات مجهّزات مؤنسات
مباركات ، والبنات حسنات والحسنات يثاب عليها ، والأرض تقلّها ، والسماء
تظلّمها والله يرزقها ، وكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أبا بنات .