نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 408
قريش ، ففعل ذلك .
وقالوا لأبي العاص مثل ذلك ، فلم يفعل وقال : ما اُريد بأهلي بدلاً ، فبقيت زينب عنده على حالها .
ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عتبة بن أبي لهب بأن
يسلّط عليه كلباً من كلابه ، فاستجيبت دعوته فيه ، فأكله الأسد في طريق
الشام وهو مع السِفر في العير ، فإن قريشاً كانت تخرج العِير في كلّ سفرة
لهم مع رئيس من رؤسائهم ، فوقعت النوبة على عتبة ، فامتنع أبو لهب من
إخراجه في العِير ، وقال : إن محمّداً دعا عليه وانّه لم يدع في شيء إلاّ
كان كذلك ، وأنا أخاف من دعوته عليه من جهة الأسد .
فقال أهل العِير الذين خرجوا معه : نحن نحفظه حفظاً لا يصل إليه الأسد أبداً ، فأطلق له الخروج ، قال : وكيف تصنعون .
قالوا : نجعل الإبل مثل الحلقة ، ثم نجعل من داخلها الجواليق كذلك
مثل الحلقة ، ثم نبيتُ نحن حوله ونجعله في وسطنا ، فمحال أن يصل الأسد إليه
عند ذلك ، وأطلق له الخروج معهم . فكانوا يفعلون كذلك في طريقهم ، فأقبل
إليهم الأسد ليلة من الليالي فتخطّى الإبل والجواليق والقوم جميعاً حتى صار
إليه فأخذه من وسطهم فأكله ، فاشتد عند ذلك عداوة أبي سفيان لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم .
وكانت زينب عند أبي العاص وهو كافر ، فلمّا هاجر رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إلى المدينة ، وكانت بينه وبين قريش وقعة ، اُسر أبو العاص
بن الربيع فيمن اسروا وهي وقعة يوم بدر . ثم وقع الفداء على الاُسراء فبعث
كلّ بيت من قريش فداء صاحبهم المأسور في أيدي أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم ، وبعثت زينب قلادتها في فداء زوجها أبي العاص ، فلمّا نظر
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى القلادة استعبر وقال : « هذه
القلادة كانت عند خديجة جهّزت بها زينب » ، وكانت زينب قد أسلمت وهي في بيت
أبي العاص .
وقال له النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم : « إن رددت عليك القلادة وأطلقتك تبعث إلينا زينب ؟ » .
فقال أبو العاص : نعم . وكان لأبي العاص منها ابن يسمّى ربيع ، وبنت تسمّى أمامة . فأمّا
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 408