نُبّئتُ بـسراً وما صدّقت ما زعموا *** من قبلهم ومن الإفك الذي اقترفوا
أنحى على وَدَجـي ابنيّ مُرهَفـة *** مشحوذة وكـذاك الإثـم يُقتـرفُ
مَـن دلَّ والهةً حـرى مُسلبـة *** على صبيّين ضلاّ إذ مضى السلفُ
ودعا أمير المؤمنين عليه السلام على بُسر ، وكان فيما دعا به : «
اللّهم لا تمته حتى تسلبه عقله » ، فلم يلبث إلاّ يسيراً حتى وسوس وذهب
عقله ، فكان يهذي بالسيف ويقول : أعطوني سيفاً أقتل به ، لا يزال يردّد ذلك
، فاتخذ له سيفاً من خشب ، وكانوا يدنون منه المرفقة فلا يزال يضربها حتى
يُصرع ويُغشى عليه ، وكان يضرب على الزق المنفوخ حتى ينتثر ، فلبث كذلك إلى
أن هلك لعنه الله .
وكان بُسر مع معاوية في صفين فطلب مبارزة علي عليه السلام في بعض
الأيام ، فلمّا علاه علي عليه السلام بالسيف وأيقن ، أنّ حتفه في تلك
الضربة أبدى سوأته ، كما فعل ذلك عمرو قبله .
وقد أولع الشعراء بذلك ، فقال الحارث بن النضر السهمي من شعراء ذلك الوقت :