فـي كـلِّ يـومٍ لا يـزال خَطِيبَهم *** وسـطَ الجموع لآل أحمد عائِبا [2]
ثم سكت القوم ، فقالت بكارة : نبحتني كلابكَ يا أمير المؤمنين ،
واعتورتني محجني [3] ، وكثر عجي [4] ، وعشى بصري ، وأنا والله قائلة ما
قالوا ، لا أدفع ذلك بتكذيب ، فامض لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير
المؤمنين .
فقال معاوية : إنّه لا يضعك شيء ، فاذكري حاجتك تُقضى ، فقضى حوائجها .
وروى ذلك ابن طيفور أيضاً من طريق آخر حيث قال : وحدّثني عيسى بن
مروان ، قال : حدّثني محمّد بن عبدالله الخزامي ، عن الشعبي ، قال :
استأذنتْ بكارة الهلالية على معاوية فأذن لها ، فدخلت وكانت امرأة قد أسنّت
وعشى بصرها وضعفت قوتها ، فهي ترعش بين خادمين لها ، فسلّمت ثم جلست .
فقال معاوية : كيف أنتِ يا خالة ؟
قالت : بخير يا أمير المؤمنين .
قال : غيّرك الدهر .
قالت : كذلك هو ذو غير ، من عاش كبر ، ومن مات قبر . . . . . [5]
وروى ذلك أيضاً ابن عبدربّه ـ في العقد الفريد ضمن الوافدات على معاوية ـ عن محمّد