ثم قال : « أرأيتَ اُم َ أيمن ، فإني أشهد أنّها من أهل الجنّة ، وما كانت تعرف ما أنتم عليه » [2] .
وقال القطب الراوندي في فقه القرآن : وروي أنّ النبيّ صلّى الله
عليه وآله كانت عنده ودائع بمكة ، فلمّا أراد أن يهاجر أودعها اُم أيمن ،
وأمر علياً عليه السلام بردّها على أصحابها [3] .
وروى ذلك أيضاً المحدّث النوري في مستدرك الوسائل [4] .
وهي التي استشهدت بها الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام في خصوص فدك ، فردّوا شهادتها معلّلين بأنّها أعجمية !!!
وقال المامقاني في تنقيح المقال : وإنّي أستفيد وثاقتها من
استشهادها بها ؛ لعدم تعقّل استشهادها بغير العادلة ، ويشهد بكون وثاقتها
مسلّمة أنّهم لم يردّوا شهادتها إلاّ بكونها أعجميه .
وممّا يدل على جلالتها نزول دلو الماء إليها وشربها منه حين عطشت بين مكة والمدينة ودنى منها الهلاك وتضرّعت إلى الله تعالى [5] .
وروى ابن سعد في الطبقات الكبرى عدّة روايات تدلّ على مكانتها العالية منها :
[1]ـ إشارة إلى قوله تعالى في سورة النساء : 98 ( إلاّ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ) .
[2]ـ الكافي 2 : 298 حديث 6 باب المستضعف ، وعنه البرهان في تفسير القرآن 1 : 407 .
[4]ـ مستدرك الوسائل 2 : 504 نقلاً عن عوالي اللآلي 1 : 223 و 453
حديث 105 و 187 ، 2 : 344 حديث 9 ، 3 : 250 حديث 1 . وفيه : روى أنس بن
مالك واُبي بن كعب وأبو هريرة ـ كلّ واحدٍ على الإنفراد ـ عن النبيّ صلى
الله عليه وآله وسلم أنّه قال : « أدِ الأمانة إلى من ائتمنك ، ولا تخن من
خانك » ، وكانت عنده صلى الله عليه وآله وسلم ودائع بمكة ، فلما أراد أن
يهاجر أودعها اُم أيمن ، وأمر علياً عليه السلام بردّها .