وكان الإمام عليّ عليه السلام قد أمر المغيرة بن نوفل بن الحارث
بن عبدالمطلب أن يتزوّج أمامة بنت أبي العاص بن الربيع زوجته بعده ؛ لأنّه
خاف أن يتزوّجها معاوية ، فتزوّجها المغيرة فولدت له يحيى ، وبه كان يكنّى ،
وهلكت عند المغيرة ، وقد قيل : إنّها لم تلد لعلي ولا للمغيرة كذلك ، قال
الزبير : إنّها لم تلد للمغيرة بن نوفل ، قال : وليس لزينب عقب .
وروي أنّ علياً سلام الله عليه لما حضرته الوفاة قال لأمامة بنت أبي العاص :
« لا آمن أن يخطبك هذا الطاغية بعد موتي ـ يعني معاوية ـ فإن كان لك في الرجال حاجة فقد رضيتُ لكِ المغيرة بن نوفل عشيراً » .
فلمّا انقضت عدّتها كتبَ معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم
يأمره أن يخطبها عليه ويبذل لها مائة ألف دينار ، فلمّا خطبها أرسلت إلى
المغيرة بن نوفل : أنّ هذا قد أرسل يخطبني فإن كان لك بنا حاجة فأقبل ،
وخطبها من الحسن بن علي عليهما السلام فزوّجها منه .
وروى الكليني في الكافي في باب النكاح من الكافي بسنده عن أبي جعفر
عليه السلام : إن في أولاد علي بن أبي طالب محمّد بن علي الأوسط ، اُمه
أمامة بنت أبي العاص ، وهذا ينافي القول بأنّها لم تلد لعلي عليه السلام .
وروى الكليني في الكافي أيضاً عن محمّد بن عبدالله بن محمّد بن عيسى
، عن علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن فاطمة بنت علي ،
عن أمامة بنت أبي العاص ابن الربيع و اُمها زينب بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم : قالت : أتاني أمير المؤمنين علي عليه السلام في شهر
[1]ـ في مقاتل الطالبيين : 43 نقلاً عن أبي مخنف ورد البيتان هكذا :
أشاب ذؤابتي وأطال حزني *** أمـامة حين فارقت القرينا
تطوف به لحـاجتها إليـه *** فلمّا استيأست رفعت رنينا
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 269