لقد حضرت اُم كلثوم بنت علي بن أبي طالب سلام الله عليه أرض كربلاء ،
وشاهدت واقعة الطف ، وكلّ ما جرى على اخوتها وابنائهم وأنصارهم ، اذاً هي
شريكة الحسين عليه السلام في أداء الرسالة المحمّدية ، وشريكة اُختها
العقيلة زينب بنت علي عليه السلام ، وإن كانت اُم كلثوم أصغر من زينب ،
إلاّ أنّ التأريخ يحدّثنا عن مواقف بطويلة وقفتها اُم كلثوم شأنها شأن
اُختها العقيلة ، فبالإضافة إلى خطبتها المشهورة سجّل لنا التأريخ اسمها في
وقائع متعدّدة :
1) روى السيّد ابن طاووس رحمه الله في كتاب اللهوف وداع الحسين عليه
السلام للعائلة ، قال : وجعلت اُم كلثوم تنادي : واأحمدها ، واعلياه ، وا
اُماه ، واأخاه ، واحسيناه ، واضيعتنا بعدك يا أباعبدالله ، فعزّاها الحسين
عليه السلام وقال لها :
« يا اُختاه تعزّي بعزاء الله ، فإنّ سكان السماوات يفنون ، وأهل الأرض
[1]ـ إشارة لقوله تعالى : ( وإنْ تظاهرا عليه فإنَّ الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) .