شاعرة عربيّة ، معروفة بفصاحة اللسان ، والشجاعة والجرأة . من
المواليات لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه ، حضرت معه واقعة
صفين ، وأنشدت شعراً حماسياً ، تُحرّض به الرجال على قتال أعداء الله
والصبر في المعركة .
روى ابن عبدربّه في العقد الفريد عن سعيد بن حُذافة قال : حَبس
مروان بن الحكم ـ وهو والي المدينة ـ غلاماً من بني ليث ، في جناية جناها ،
فأتته جدّة الغلام اُم أبيه ، وهي اُم سنان بنت خيثمة بن فرشة المذحجيّة ،
فكلّمته في الغلام فأغلظَ لها مروان . فخرجت إلى معاوية ، فدخلت عليه
فانتسبت فعرفها ، فقال لها : مرحباً يا ابنه خيثمة ، ما أقدمكِ أرضنا وقد
عهدتك تشتمينا وتُحضين علينا عدونا ؟
قالت : إنّ لبني عبد مناف أخلاقاً طاهرة ، وأعلاماً ظاهرة ،
وأحلاماً وافرة ، لا يجهلون بعد علم ، ولا يسفهون بعد حلم ، ولا ينتقمون
بعد عفو ، وإنّ أولى الناس باتباع ما سنَّ آباؤه لأنتَ .
قال : صدقتِ! نحن كذلك ، فكيف قولك :
عَزبَ الرُّقادُ فـمقلتي لا تَرقُـدُ *** والليلُ يـصدرُ بـالهمومِ ويُورِدُ
يا آلَ مِذْحجَ لا مقـامَ فشمِّرُوا *** إنّ العَـدو لآلِ أحــمدَ يـقصدُ
هـذا علـيّ كـالهلالِ تحفُـهُ *** وسط السَّماء مِن الكواكبِ أسـعدُ