نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 178
يا أيّها الناس اتّقوا ربكم ، إنّ زلزلة الساعة شيء عظيم ، إنّ
الله قد أوضح الحقّ وأبان الدليل ، ونوّر السبيل ، ورفع العلم . فلم يدعكم
في عمياء مبهمة ، ولا سوداء مدلهمّة ، فإلى أين تريدون رحمكم الله ،
أفراراً عن أميرالمؤمنين ، أم فراراً من الزحف ، أم رغبةً عن الاسلام ، أم
ارتداداً عن الحقّ ؟ أما سمعتم الله عزّ وجل يقول : ﴿ ولنبلونّكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوَ أخباركم ﴾ [1] .
ثم رفعت رأسها إلى السماء وهي تقول :
اللهم قد عِيلَ الصبر ، وضعف اليقين ، وانتشر الرُعب ، وبيدك يا رب
أزمة القلوب ، فاجمع الكلمة على التقوى ، وألّف القلوب على الهدى ، واردد
الحقّ إلى أهله . هلمّوا رحمكم الله إلى الإمام العادل ، والوصي الوفي ،
والصدّيق الأكبر . إنّها إحن بدريّة ، وأحقاد جاهليّة ، وضغائن اُحديّة وثب
بها معاوية حين الغفلة ليدرك ثارات بني عبدشمس .
ثم قالت :
﴿ فقاتلوا أئمة الكفر إنّهم لا إيمان لهم لعلّهم ينتهون ﴾
[2] ، صبراً يا معاشر المهاجرين والأنصار ، قاتلوا على بصيرة من ربّكم
وثبات من دينكم . وكأني بكم غداً قد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة فرت من
قسورة [3] ، لا تدري أين يسلك بها من فجاج الأرض . باعوا الآخرة بالدنيا ،
واشتروا الضلالة بالهدى ، وباعوا البصيرة بالعمى ، وعمّا قليل ليصبحنّ
نادمين حين تحلّ الندامة فيطلبون الإقالة . إنّه والله مَن ضلّ عن الحقّ
وقع في الباطل ، ومَن لم يسكن الجنة نزل النار .