نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 143
الحبشة ، وبقي جعفر وزوجته أسماء بأرض الحبشة حتى هاجر النبي صلى
الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، وكانت وقعة بدر واُحد والخندق وغيرها
من المغازي ، إلى أن فتح الله عزّوجل على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قرى خيبر في سنة سبع ، وقدم المدينة وقد فتح الله عزّوجلّ على يديه ،
وقد قدم يومئذٍ جعفر بامرأته وأهله ، فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم :
« ما أدري بأيّهما أسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر » .
وكان زواج فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام بعد وقعة بدر
بأيام يسيرة ، فيتّضح من هذا أنّ أسماء المذكورة في هذا الحديث إنّما هي
أسماء بنت يزيد ، ولها أحاديث عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى
عنها شهر بن حوشب وغيره من الناس ، حقّق ذلك مؤلف هذا الكتاب محمّد بن يوسف
بن محمّد الكنجي من كتب الحفّاظ من نقلة الأخبار .
وعلّق على ذلك السيّد الأمين في الأعيان قائلاً : اشتباه أسماء بنت
عميس بأسماء بنت يزيد ممكن ، بأن يكون الراوي ذكر أسماء فتبادر إلى الأذهان
بنت عميس ، لأنّها أعرف ، لكن ينافي ذلك ما مرَّ من أنّها حضرت وفاة خديجة
، وأسماء بنت يزيد أنصارية من أهل المدينة لم تكن بمكة حتى تحضر وفاة
خديجة ، مع أنّه ورد ذكر جعفر في خبر زفاف فاطمة عليها السلام في غير موضع
من سيرة الزهراء عليها السلام ، فإذا كان قد وقع الإشتباه في أسماء فكيف
وقع في جعفر ، على أنّه من الممكن الإشتباه في ذكر جعفر أيضاً كما وقع في
ذكر أسماء ، فظنّ الراوي وجوده مع وجود زوجته أسماء .
واحتمل في كشف الغمة أن تكون التي شهدت الزفاف هي سلمى بنت عميس
زوجة حمزة ، وأنّ بعض الرواة اشتبه بأسماء لشهرتها ، وتبعه الباقون ، وسلمى
يمكن شهودها وفاة خديجة ، والله العالم .
وممّا لا يختلف فيه المؤرخون أنّ أسماء بنت عميس حضرت وفاة
الزهراءسلام الله عليها ، وصنعت لها نعشاً ، وهو أوّل نعش صنع في الإسلام ،
وحضرت تغسيلها أيضاً .
قال السيّد محسن الأمين : ومما يدلّ على اختصاص أسماء بأهل البيت
عليهم السلام وشدّة حُبها لهم وللزهراء عليها السلام ، أنّها كانت موضع
سرّها ومحلّ حوائجها ، فلمّا مرضت أرسلت خلفها وشكت
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 143