responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 141

خديجة عند وفاتها ، فقلت لها : أتبكين وأنت سيّدة نساء العالمين ، وأنت زوجة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ، ومبشّرة على لسانه بالجنة .

فقالت : ما لهذا بكيت ، ولكن المرأة ليلة زفافها لابدَّ لها من امرأة تفضي إليها سرّها وتستعين بها على حوائجها ، وفاطمة حديثة عهد بصبا وأخاف أن لا يكون لها من يتولّى أمرها حينئذٍ .

قالت أسماء بن عميس : فقلت لها : سيّدتي لك عهد الله عليّ إن بقيت إلى ذلك الوقت أن أقوم مقامك في ذلك الأمر .

فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقال : « أسأل الله أن يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم » .

وممّن صرح بوجود أسماء بنت عميس في زفاف الزهراء عليها السلام الحاكم في المستدرك ، فإنّه روى فيه بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : كنتُ في زفاف فاطمة الزهراءسلام الله عليها ـ إلى أن قالت ـ فرجع فرأى سواداً بين يديه ، فقال : « مَن هذه ؟ » .

فقلت : أنا أسماء .

قال : « أسماء بنت عميس ؟ » .

قلت : نعم .

قال : « جئت في زفاف ابنة رسول الله ؟ » .

قلت : نعم ، فدعا لي .

وفي كتاب كفاية الطالب في مناقب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب تأليف محمّد بن يوسف بن محمّد الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658هـ في خبر تزويج فاطمة عليها السلام في حديث قال : فأقبلا ـ علي وفاطمة ـ حتى جلسا مجلسهما ، وعندهما اُمهات المؤمنين ، وبينهن وبين علي حجاب ، وفاطمة مع النساء ، ثم أقبل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حتّى دقّ الباب ، ففتحت له الباب أم أيمن فدخل ، وخرجت النساء مسرعات وبقيت أسماء بنت عميس ، فلمّا بصرت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقبلاً تهيأت لتخرج ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « على رسلك ، مَن أنتِ ؟ » .

فقالت : أنا أسماء بنت عميس ، بأبي أنت و اُمي إن الفتاة ليلة بنائها لاغنى بها عن امرأة إن حدث لها حاجة أفضت بها إليها .

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما أخّرك إلاّ ذلك ؟ » .

فقالت : إي والذي بعثك بالحق ما أكذب والروح الأمين يأتيك .

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « فأسأل إلهي أن يحرسك من فوقك ومن تحتك ومن بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ، ناوليني المخضب واملئيه ماءً » .

فنهضت أسماء بنت عميس فملأت المخضب ماء ثم أتته به ، فملأ فاه ثم مجّه فيه ثم قال : « اللهم انّهما منّي وأنا منهما فأذهب عنهما الرجس وطهّرهما تطهيراً » .

ثم دعا فاطمة عليها السلام فقامت إليه وعليها النقبة وأزارها ، فضرب كفاً من ماء ما بين ثدييها ، واُخرى بين عاتقها ، وباُخرى على هامتها ، ثم نضح جلدها وجسدها ثم التزمها ثم قال : « اللهم انّهما منّي وأنا منهما فكما أذهبت عنهم الرجس وطهّرتهم تطيراً فطهّرهما » .

ثم أمرها أن تشرب بقية الماء ، وتتمضمض ، وتستنشق ، وتتوضاً .

ثم دعا بمخضب آخر فصنع كما صنع بالآخر ، ودعا علياً عليه السلام فصنع به كما صنع بصاحبته ، ودعا له كما دعا لها ، ثم أغلق عليهما الباب وانطلق .

فزعم عبدالله بن عباس عن أسماء بنت عميس أنّه لم يزل يدعو لهما خاصة حتى وارته حجرته ، ما شرك معهما في دعائه أحداً .

قال محمّد بن يوسف : هكذا رواه ابن بطّة العكبري الحافظ ، وهو حسن عال ، وذكر أسماء في هذا الحديث ونسبتها إلى بنت عميس غير صحيح ، وأسماء بنت عميس هي الخثعمية امرأة جعفر بن أبي طالب ، وهي التي تزوّجها أبوبكر فولدت له محمّد بن أبي بكر بذي الحليفة ، فلما مات أبوبكر تزوّجها علي بن أبي طالب فولدت له . وما أرى نسبتها في هذا الحديث إلاّ غلطاً وقع من بعض الرواة أو من بعض الورّاقين ؛ لأن أسماء التي حضرت في عرس فاطمة عليها السلام إنّما هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصاري ، وأسماء بنت عميس كانت مع زوجها جعفر في أرض الحبشة وهاجر بها الهجرة الثانية ، وولدت لجعفر بن أبي طالب أولاده كلّهم بأرض

نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست