لقد أضـرم الأعـداء نـار حقـودهم *** ومـا عملوا في رشح جودك قد يخبو
غمام جود الوافدين إذا أمحل النادي ، وشمس صباح السّارين وبدرها (
الهادى ) ، حفظك الرحمن من طوارق الأسواء بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم
وآله النجباء .
أمّا بعد ، فنحن بحمد الله المتعال ما زلنا في السرور ، وما نزال ـ
سيما بورود حديث فرح من ذوي شرف قديم وخصوص مسرود ـ من ذوي فضل عميم ، يشعر
أنّ الله قد حباك بنعمته الوافية ، وخصّك بسلامته الكافية ، ونجّاك من هذه
الرائعة ، فيالها من قارعة ، فحمدنا الله على ذلك ، وشكرناه على ما هذا لك
، وإلاّ لتركت مقلة المجد عبرى ، ومهجة الفخر حرّا ، وأحنيت على وجدٍ منا
الضلوع ، ومنعت من عيوننا طيب الهجود والهجوع ، وتمثلنا بقول من قال :
فديت بـ ( المحصول ) كي يغتدي *** أصلـك محفـوظاً بـآل الـرسول
ثم قال السيّد جواد شبّر معلّقاً على هذه الحادثة :
وسبب كتابة هذه الرسالة ( كما روى الخطيب السيّد محمّد رضا في
مؤلّفه : الخبر والعيان في أحوال الأفاضل والأعيان ص64 في ترجمة السيّد
باقر ابن السيّد هادي المذكور ما نصّه ) :
إنّ السيّد هادي دعاه بعض رؤساء العشائر إلى وليمة ليلاً ، فخرج على
فرسه ، تحدق به جريدة من الخيل ، منهم ولده السيّد باقر وجماعة من خاصته
وخدمه ، وأخوه المرحوم السيّد حسن ، وكان الوقت صيفاً ، فانعقد المجلس في
الفضاء بجنب مضيف من قصب .
فبينما الناس قد شغلوا بنصب الموائد ، وإذا بصوت الرصاصُ يلعلع من
فئة لها ثأر مع صاحب المضيف ، ففزع القوم واضطربوا ، وكان على رأس السيّد
هادي خادم واقف يقال له ( محصول ) ، فأصابته رصاصة فسقط على أثرها قتيلاً ،
كما قتل ساقي الماء واُصيب آخرون ، ثم ثار الحيّ ومن كان مدعواً للوليمة ،
فانهزم الغزاة راجعين . أما السيّد هادي فقد ثبت في مكانه لم يتحرّك ولم
ينذعر .
نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 134