روى ذلك أيضاً ابن عبد ربّه ـ في العقد الفريد ضمن الوافدات على
معاوية ـ عن العباس بن بكار ، قال : حدّثني عبدالله بن سليمان المدني
وأبوبكر الهذلي : أنّ أروى بنت الحارث بن عبدالمطلب دخلت على معاوية وهي
عجوز ، فلما رآها معاوية قال : مرحباً بك وأهلاً يا عمة . . . . . . [3] .
قال الزركلي : إنّها توفّيت حدود سنة 50هـ .
نعم ، هكذا كنّ نساء العقيدة والمبدأ يتحلّين بالشجاعة والصبر
والثبات على ما أنعم الله عليهنّ بمعرفة الولاية الحقّة ، فتراهنَّ في حياة
الإمام عليّ سلام الله عليه يقفنَ إلى جنبه يجاهدن بلسانهن ، ويحضرن معه
واقعة صفين يحرّضن الرجال على القتال بشعرٍ أو نثرٍ ، وبعد استشهاده عليه
السلام واغتصاب معاويةالخلافة نراه يبعث وراءهن قاصداً إذلالهنَّ واظهار
نفسه أمام