نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 113
قال :
« بعها واجعلها في الأزد ، فإنّي غداً لو غبت لَطُلِبْتَ ، فتمنعك
الأزد حتى تخرج من الكوفة متوجهاً إلى حصن الموصل ، فتمرّ برجل مُقعد فتقعد
عنده ، ثم تستقيه فيسقيك ، ويسألك عن شأنك ، فأخبره وادعه إلى الإسلام
فإنّه يسلم ، وامسح بيدك على وركيه فإن الله يمسح ما به وينهض قائماً
فيتبعك . وتمرّ برجل أعمى على ظهر الطريق ، فتستقيه فيسقيك ، ويسألك عن
شأنك ، فأخبره وادعه إلى الإسلام فإنّه يسلم ، وامسح يديك على عينيه فإنّ
الله عزّ وجلّ يُعيده بصيراً ، فيتبعك ، وهما يواريان بدنك في التراب ، ثم
تتبعك الخيل ، فإذا صرت قريباً من الحصن في موضع كذا وكذا ورهقتك الخيل
فأنزل عن فرسك ومرّ إلى الغار ، فإنّه يشترك في دمك فسقة الجن والإنس » .
ففعل ما قال أميرالمؤمنين عليه السلام ، قال : فلمّا انتهى إلى الحصن قال للرجلين : اصعدا فانظرا هل تريان شيئاً ؟
قالا : نرى خيلاً مقبلة ، فنزل عن فرسه ودخل الغار وعاد فرسه ،
فلمّا دخل الغار ضربه أسود سالخ فيه ، وجاءت الخيل فلمّا رأوا فرسه عائداً
قالوا : هذه فرسه وهو قريب ، فطلبه الرجال فأصابوه في الغار ، فكلمّا ضربوا
أيديهم إلى شيء من جسمه تبعهم اللحم ، فأتوا به إلى معاوية ، فنصبه على
رمح ، وهو أوّل رأسٍ نُصب في الإسلام .
ثم أنّ الكشي ذكرَ بعد ذلك كتاباً للحسين عليه السلام إلى معاوية ،
وفيه قوله عليه السلام : « أولستَ قاتلِ عمرو بن الحمق صاحب رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم ؟ العبد الصالحَ الذي أبلته العبادةَ فنحلَ جسمه
واصفرّ لونه ، بعدما آمنته وأعطيته من عهود اللهِ ومواثيقه مالو أعطيته
طائراً لنزل إليك من رأس الجبل ، ثم قتلته جرأة على ربّك واستخفافاً بذلك
العهد » [1] .