نام کتاب : اعلام النساء المؤمنات نویسنده : الحسّون، محمد جلد : 1 صفحه : 109
عظم فيها دَيني ، وما قرّت فيها عيني ، وما أنا فيها إليكَ بعائدة ، ولا حيث كنتُ بحامدة .
فأشار إليها ببنانه اُخرجي ، فخرجت وهي تقول :
واعجبي لمعاوية يكف عنّي لسانه ، ويشير إلى الخروج ببنانه ، أما
والله ليعارضنه عمرو بكلامٍ مؤيّد سديد أوجع من نوافذ الحديد أو ما أنا
بابنة الشريد .
فخرجت وتلقّاها الأسود الهلالي ، وكان رجلاً أسودَ أصلعَ أسْلَعِ
[1] أصْعَلَ [2] ، فسمعها وهي تقول ما تقول ، فقال : لمن تعني هذه ؟
ألأميرالمؤمنين تعني ، عليها لعنة الله!!! .
فالتفتت إليه ، فلما رأته قالت :
خزياً لك وجدعاً ، أتلعنني واللعنة بين جنبيك ، وما بين قرنيك إلى
قدميك ، إخسأ يا هامة الصعل ، ووجه الجعل ، فاذلل بكَ نصيراً ، واقلل بكَ
ظهيراً .
فبهتَ الأسلع ينظر إليها ، ثم سأل عنها فاُخبر ، فأقبل إليها مُعتذراً خوفاً من لسانها .
فقالت : قد قبلتُ عذركَ ، وإن تعد أعد ، ثم لا استقبل ولا اُراقب فيك .
فبلغ ذلك معاوية ، فقال : زعمتَ يا أسلع أنّك لا تواقف مَنْ يغلبك ،
أما علمتَ أنّ حرارة المتبول ليست بمخالسة نوافذ الكلام عند مواقف الخصام ،
أفلا تركتَ كلامها قبل البصبصة منها والاعتذر إليها ؟
قال : إي والله يا أميرالمؤمنين ، لم أكن أرى شيئاً من النساء يبلغ
معاضيل الكلام ما بلغت هذه المرأة ، حالستها فإذا هي تحمل قلباً شديداً ،
ولساناً حديداً ، وجواباً عتيداً ، وهالتني رعباً وأوسعتني سبّاً .
ثم التفت معاوية إلى عبيد بن أوس فقال : إبعث لها ما تقطع به عنها
لسانها ، وتقضي به ما ذكرت مِنْ دَينها ، وتخفّ به إلى بلادها ، وقال :
اللهم اكفني شرّ لسانها .