responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 320

عن إدراك البشر، أو الاختفاء عن انتباه البشر للحجّة، في حين أنَّه حاضر، ومن ثَمَّ مرَّ بنا مراراً في منطق القرآن الكريم في الأنبياء السابقين، وكذلك في الإمام المهدي عليه السلام، وبضرورة أحاديث المسلمين أيضاً، أنَّ الغيبة مقابل الظهور، والظهور يقابله الخفاء، وليست الغيبة مقابل حضور أو ابتعاد أو مزايلة كما في الهجرة.

وفي الغيبة امتياز إيجابي تتميَّز به على الهجرة، وهو عدم الابتعاد البدني، وليس الابتعاد الحضوري، ولا الابتعاد عن كبد مركز الحدث، بينما في الصورة الظاهرة في الهجرة يبدو هناك ابتعاد عن الساحة الساخنة الملتهبة الملتحمة في الحدث إلى أن تكون هناك مناورة للانقضاض مرَّةً أخرى، وهذا جانب مهمّ في الفرق بين الغيبة والهجرة.

وهناك فارق آخر أيضاً بين الغيبة والهجرة في الأنبياء، هو أنَّ في ظلّ الغيبة يتمّ مباشرة وعلاج مواضع ومفاصل الداء والمرض، والانحراف في نظام المجتمع بشكل مباشر وبشكل عمقي وبشكل من الداخل، بخلاف الهجرة، فالهجرة تتمّ فيها معالجة المرض في بدن وجسم النظام الاجتماعي من الخارج، ومن الواضح أنَّ المعالجة من الداخل لا ريب أنَّها تكون أكثر تثبيتاً وأكثر تأثيراً عن المعالجة من الخارج، فالمعالجة من أعماق الداخل في الواقع معالجة تكون أساسية وبنيوية وجذرية وفيها دوام وثبات، بخلاف المعالجة عندما تكون من الخارج والتي قد تكون معالجة مسكّنة لبعض الوقت، ولكن ما أن يذهب ذلك المسكّن، فقد يحدث انقلاب أو ارتداد، كما حذَّر منه القرآن الكريم في قوله تعالى:(وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ‌

نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست