نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 26
لأنَّ ذلك
أمر طبيعي يتعقّله العقل الإنساني في أنَّ بشائر ذلك المصلح الموعود المنجي الذي
تنتظره قلوب المؤمنين في تلك الحقبة، سوف تُعبّأ ضدّه إرادة الظلمة والأنظمة.
أنظر إلى
حياة الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري عليهما السلام، حيث استُدعيا من
المدينة المنوَّرة مدينة جدّهما من قِبَل أكبر دولة عظمى آنذاك في الكرة الأرضية
وفي البشرية وهي الدولة العبّاسية، وجُعلا سجينين عسكريين، إذ كانت سامراء والتي
تسمّى ب- (سُرَّ من رأى) أكبر قاعدة عسكرية ربَّما في الكرة الأرضية لدولة عظمى
لما يقارب من ثلاثين أو أربعين دولة في الوضع الراهن من ناحية المساحة، إذن هي
دولة بهذا الاتّساع وبهذه القوّة وبهذا البطش وهذه السطوة، والقاعدة العسكرية لهذه
الدولة كانت سُرَّ من رأى، ولمَّا يُسجن الإمام الهادي والإمام الحسن العسكري
عليهما السلام في مدينة عسكرية ذات أهمّية كهذه يتَّضح جلياً أنَّ النظام العبّاسي
كان عنده تعبئة واستنفار وخوف خاصّ واصلٌ إلى درجة تعبوية قصوى يجعل من ذلك الطرف
ليس سجيناً مدنياً وليس سجيناً سياسياً فحسب، بل يجعله سجيناً عسكرياً، وهذا خوف
مسلَّم به من ذلك الشخص، والمحاكمة التي يحاكم بها محاكمة عسكرية وليست محاكمة
سياسية ولا محاكمة مدنية، لأنَّها لا تخضع لقوانين ولا لأصول، ما السبب في ذلك؟ وهذا
أوّل دليل وأكبر شاهد تاريخي في سيرة المسلمين عرفه المسلمون عن تخوّف السلطة
العبّاسية من ولادة المهدي عليه السلام. وهو أنَّ الإمام علي الهادي والإمام الحسن
العسكري سُجنا في أكبر معسكر على وجه الأرض في ذلك الوقت، وجُعلا سجينين عسكريين
تحت رقابة
نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 26