responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 170

الشديد، حتَّى إنَّ أفعالهم وحركاتهم غير معلومة الوجهة وغير معلومة الغاية والحكمة والهدف الظاهر، تلك الأفعال ربَّما لا يستطيع الناظر حتَّى من قرب أن يترجمها وإن كان نبيّاً من أنبياء الله كموسى الذي هو من أولي العزم ومرسل، فكيف بغيره؟

بعد ذلك يقول له الخضر:(هذا فِراقُ بَيْنِي وَ بَيْنِكَ)، الاعتراض أو التلكّؤ أو التلجلج أو البطء في إنفاذ المأموريات ممَّا لا يتحمَّله مقام ووضعية وبيئة هذه المجموعة التي اعتادت على الإنجاز والحتمية مع صرامة الأمر الإلهي، فلا يقبل أيّ نوع من البطء والعوائق والتأخّر، مع أنَّ الخضر من أولياء الله وأصفياء الله، وأدبه مع النبيّ موسى أيضاً كان أدباً إلهياً عالياً، كما أنَّ النبيّ موسى كان في تعامله مع الخضر يبدي ذلك الأدب الرائع الإلهي النبوي، ويتوضَّح أدب الخضر في حديثه مع النبيّ موسى، قال:(فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي)، ولم يقل له: اتّبعني، هذا نوع من الأدب، حيث جعل الخيار بيد موسى،(فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي)، لكن هنا أتى نوع من الحسم؛ لأنَّ طبيعة هذه المجموعة لا تقبل كما مرَّ بنا البطء ولا التراخي ولا التلكّؤ ولا التلجلج، لأنَّه لا بدَّ من القيام بمسؤولية عالية.

طبيعة الأدوار في ظاهرة الخضر ومجموعته الخفيّة:

وتتجلّى أهمّية هذه الأدوار بما يوضّحه الخضر نفسه بقوله:(سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً* أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَ كانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) (الكهف: 78 و 79)، فخرْقُ السفينة في ظاهره تجاوز وعدوان على ملك أصحاب السفينة، ولذلك اعترض النبيّ موسى:(قالَ أَ خَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها) (الكهف: 71)، لأنَّ ذلك في ظاهره أمر مشين،

نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست