responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 157

(إنَّ قول موسى عليه السلام:(هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‌ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً)، دلَّت على اثنتي عشرة فائدة من فوائد الأدب) [1]، ولا ريب أنَّ هذه‌


[1] قال الشهيد الثاني قدس سره في كتابه (منية المريد: 235- 237): (وفي قوله: سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِراً وَ لا أَعْصِي لَكَ أَمْراً جملة جليلة من الآداب الواقعة من المتعلّم لمعلّمه، مع جلالة قدر موسى عليه السلام وعظم شأنه، وكونه من أولي العزم من الرسل، ثمّ لم يمنعه ذلك من استعمال الآداب اللائقة بالمعلّم، وإن كان المتعلّم أكمل منه من جهات أخرى ... نشير إلى ما يتعلَّق بالكلمة الأولى، وهي قوله: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‌ أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً. فقد دلَّت على اثنتي عشرة فائدة من فوائد الأدب:

الأولى: جعل نفسه تبعاً له، المقتضي لانحطاط المنزلة في جانب المتبوع. الثانية: الاستيذان ب (هَلْ)، أي هل تأذن لي في اتّباعك، وهو مبالغة عظيمة في التواضع. الثالثة: تجهيل نفسه والاعتراف لمعلّمه بالعلم بقوله: عَلى‌ أَنْ تُعَلِّمَنِ‌. الرابعة: الاعتراف له بعظيم النعمة بالتعليم، لأنَّه طلب منه أن يعامله بمثل ما عامله الله تعالى به، أي يكون إنعامك عليَّ كإنعام الله عليك. ولهذا المعنى قيل: (أنا عبد من تعلَّمت منه). و (من علَّم إنساناً مسألة ملك رقّه). الخامسة: أنَّ المتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير، لكونه فعله لا لوجه آخر، ودلَّ ذلك على أنَّ المتعلّم يجب عليه من أوّل الأمر التسليم، وترك المنازعة. السادسة: الإتيان بالمتابعة من غير تقييد بشي‌ء، بل اتّباعاً مطلقاً، لا يقيّد عليه فيه بقيد، وهو غاية التواضع. السابعة: الابتداء بالاتّباع، ثمّ بالتعليم، ثمّ بالخدمة، ثمّ بطلب العلم. الثامنة: أنَّه قال: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى‌ أَنْ تُعَلِّمَنِ‌، أي: لم أطلب على تلك المتابعة إلَّا التعليم، كأنَّه قال: لا أطلب منك على تلك المتابعة مالًا ولا جاهاً. التاسعة: مِمَّا عُلِّمْتَ‌ إشارة إلى بعض ما علم، أي لا أطلب منك المساواة، بل بعض ما علمت، فأنت أبداً مرتفع علي زائد القدر. العاشرة: قوله: مِمَّا عُلِّمْتَ‌ اعتراف بأنَّ الله علَّمه، وفيه تعظيم للمعلّم والعلم وتفخيم لشأنهما. الحادية عشرة: قوله: (رُشْداً) طلب الإرشاد، وهو ما لولا حصوله لغوي وضلَّ، وفيه اعتراف بشدّة الحاجة إلى التعلّم، وهضم عظيم لنفسه، واحتياج بيّن لعلمه.-

نام کتاب : الإمام المهدى« عليه السلام» و الظواهر القرآنية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست