responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 62

بعجزكم عما جاء به انه معجزة وان ذلك شهادة من الله تعالى بالصدق له» فنفس المعجزة شهادة من الله له بالصدق، فاحد تعاريف المعجزة أنها شهادة من الله له، فهذه الشهادة يعني أفعال الله تعالى تعتبر شهادات سواء شهادة بمعنى التحمل أو الحضور في ساحة الحدث للمشاهدة، والشهادة تستعمل بمعنى الأداء أو توثيق الحدث والإدلاء بما حصل في الحدث فهنا «وان ذلك شهادة من الله تعالى بالصدق له» بمعنى الأداء فواضح أن أفعاله تعالى هو كلامه تعالى كما ثبت ذلك في ابحاث عند علماء المعرفة، ومؤدى كلامه هو مؤدى الفعل، فأقدار الله عز وجل للنبي على إتيان المعجز هو تكلم من الله وشهادة منه على صدقه، إذاً في عالم الإمكان لا يمكن الله أحدا بما يعجز عنه الجميع إلّا أن يكون حظيا عند الله وله قربى وزلفى عند الله، وهذه قاعدة تكوينية ولكن هذا المفاد قد يستغله أصحاب الطاغوت والطغيان والأغبياء أنهم ذوي زلفى عند الله بسبب ترفهم وغنائهم وسطوتهم وهذا خطأ، فان التفضيل في الرزق أو الملك الظاهر شي‌ء والانفراد بقدرة ملكوتية في غير قدرة البشر هي أمر آخر وهي بالطبع لها شهادة في الصدق.

فإذا كانت معجزة خاصة وخارقة لا يستطيعها البشر والجن، وأما إذا لم يكن الأقدار بتلك الدرجة فلا شهادة فيها وإنما هي في خضم وعموم الامتحان الإلهي لمخلوقات ولبني البشر من تمكينهم من أمور كما مكن بعضهم مكن من سلف ومن غبر فليست هي إعجاز أو تحدي أو تفرد وامتياز، ولكن أصحاب منهج التظليل والإغواء ليشرعوا لطغيانهم وجبروتهم وفرعونيتهم يثيروا مثل هذه القاعدة، وهو تمسك مغالطي لا حقيقي.

نام کتاب : مباحث حول النبوات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست