ففي حين
لا فرق بينهم ولا يفرّق الله تبارك وتعالى بينهم في أصل الدين والصراط المستقيم
الذي هم عليه، إلا أنَّ لهم درجات ومراتب ولايمكن الحكم بالمساواة فيها، فسيّد
الرسل صاحب كتاب مهيمن على سائر الكتب السماوية وبعض هذه الكتب لأنبياء أولي العزم
ولأصحاب شرائع، فجمع الله بين هاتين النظرتين في كتابه الكريم لئلا تختلط صفة
الحجية الثابتة لجميع الرسل مع الحفاظ على رتبيتها، فلا يكفي معرفة أصل الحجية
فيها، بل لابد من معرفة مراتبها التي رتبها الله، ومثله قوله تعالى:(وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَ آتَيْنا داوُدَ
زَبُوراً)[3].