responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 117

وفرق بين العجز وبين التعجيز أو بين سلب الإرادة منهم، وبين أنَّهم بإرادتهم يسلبون إرادتهم- وَهَذا مِنْ باب ذكر المعاذير والتمحُّل لهم والحمل عَلَى أنَّ (سلب الاختيار بالاختيار) رغبة منهم في اختيار الله، كأنَّ الإنسان يجعل نفسه محطاً للإرادة الإلهية.

ما يُريد الله لي وليسَ ما أُريده أنا، لا اختار ولا أتصرف لأنَّ أيّ تصرُّف في بدني هُوَ تصرُّف في مال الغير- الله- والتصرُّف في مال الغير لا يجوز ولا أُريد ولا إرادة لي؛ لأنَّ الإرادة أيضاً تجاوز عَلَى إرادة الله، فلا أُريد إلّا ما أراده الله، وَهَذا في زعمهم مُنتهى العبودية كما يرون.

المنطق الحسيني يحاكم الجبرية:

ولكنَّه بحسب المنطق الحسيني فيه جبرية مُخففة ويأس مِنْ روح الله وتملّص مِنْ المسؤولية والمُحاسبة وركون إلى القعود والفشل، وَمِنْ جهة أُخرى هي مغالطة خفيّة؛ لأنَّها تنطوي عَلَى إلتباس وهو أنَّ كُلّ مَنْ يتصرف بإرادته، فَهُوَ قدْ تصرّف في غَير ما يريده الله وَهُوَ مشرك بالله، فأي حركة وأي تحرُّك هُوَ اعتراض بلسان الحال عَلَى الله وتجاوز عَلَى إرادته، (فيجب أنْ يكون الإنسان كالميت بيدي الغسّال) وَهَذَا معنى جمودي يدعو إلى الضعف والوهن والاستكانة والقنوط واليأس، بينما أعطى الحسين (ع) قدوة ودرساً مِنْ خلال عملهشعاره أنا أتحرك في إرادة الله وليسَ تجاوزاً عَلَى إرادة الله بلْ ضمن إرادته (مِنْ الإرادة وليسَ عَلَى الإرادة)، كيف ذلك؟

جوهر الإجابة هُوَ قضية السعة الوجودية لقدرة الله وسعة مشيته وبالتالي سعة الإرادة عَلَى لوح القضاء والقدر، قال تعالى:

نام کتاب : التوحيد في المشهد الحسيني و انعكاسه على خارطة مسؤوليات العصرالراهن نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست