نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 113
ما يعتبر في الملكة القدسية
إن تحقق هذه الملكة و جواز الاعتماد عليها يستدعي أمورا تعرض لها الوحيد البهبهاني (ره):
(الأول) أن لا يكون معوج السليقة و الفهم، فان اعوجاج السليقة آفة للحاسة الباطنة كما ان الحاسة الظاهرة ربما تصير مؤوفة كما تكون بالعين آفة تدرك الأشياء بغير ما هي عليه، أو بالذائقة أو غيرهما كذلك. و الاعوجاج ذاتي كما ذكر، و كسبي باعتبار العوارض مثل سبق تقليد أو شبهة أعجبته، و نظيره نظير الذائقة التي تأثرت بالمرارة فكل شيء تذوقه تجده مرا و قس عليها سائر الحواس.
أقول: و يناسب ذكره شاهدا على ذلك ما روي: أن في زمان الباقر (عليه السّلام) كان رجل يسرق و يتصدق به محتجا بقوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها، وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها. معتقدا أن عشر حسناته بإزاء سيئة سرقاته، و يبقى له تسعة أعشارها و هي تنفعه و كان يكابر مع الامام (عليه السّلام) و لا ينتهي بقوله و نهيه. و كذا الرجل الذي في زمان الصادق (عليه السّلام) يوجب غسل دبره بخروج الريح و منشأ خياله ظاهر و قد بلغ اعوجاج السليقة ببعضهم بدعواه طهارة المني لقوله تعالى وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ. و يحكى أن بعض القضاة حكم بدفن رجل حي شهد الشهود بموته في زمن غيبته و ثبت عنده موته و حكم به زاعما انه ميت شرعا و الميت يجب دفنه شرعا.
و طريق معرفة الاعوجاج هو العرض على افهام الفقهاء و اجتهاداتهم، فان وجد فهمه و اجتهاده وافق طريقة الفقهاء، فليحمد اللّه و يشكره و ان يجد
نام کتاب : النور الساطع في الفقه النافع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي جلد : 1 صفحه : 113