responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة الأئمة الاثني عشر(ع) نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 2  صفحه : 344

و أمية بن صفوان و غيرهم من جبابرة قريش و طغاتها الاشداء، و لكن بلون آخر و أسلوب جديد من اساليب ذلك العصر و باسم الاسلام. فليس بغريب اذن اذا كان الإمام الرضا (ع) ينتظر من حكام عصره ملوك بني العباس نفس المصير الذي انتهى إليه والده حتى و لو عاش بعيدا عن الناس و عن السياسة و شئونها، لأن والده الإمام الكاظم بالرغم من أنه بقي في غياهب سجونهم و معتقلاتهم قرابة احد عشر عاما، و بالتالي اخرجوه من الدنيا شهيدا، في حين انه لم يخرج عن الطاعة و لا فكر في السلطة في يوم من الأيام.

و بالفعل لقد لقي الإمام الرضا (ع) من حكام عصره خلال الاعوام العشرين التي عاشها بعد استشهاد ابيه ضروبا من المحن و الآلام من نوع آخر، و كان يعاني من وقعها و مرارتها، و بالتالي لقي نفس المصير الذي لقيه والده من قبله كما ترجح ذلك الاحداث و القرائن التي رافقت تاريخ وفاته و سنتعرض لهذه الناحية عند الحديث عن وفاته و أسبابها.

و لعل موقف الحكام المتصلب منه و من غيره من أئمة اهل البيت (ع) بالاضافة الى ما بين المبادئ التي كان يمثلها كل منهما من بعد شاسع، لعل ذلك الموقف مصدره بالاضافة الى ما ذكرنا هو ايمان جانب كبير من المسلمين بإمامتهم و أحقيتهم بمنصب الخلافة و الاصرار على ان المتقمصين لها قد اغتصبوها من أصحابها الشرعيين و تجاوزوا في ذلك حدود ما فرضه اللّه عليهم لعباده الى ابعد الحدود و التف حولهم مع ذلك قادة الفكر و تصاغروا امام تفوقهم العلمي في شتى المجالات مما ادى الى افتتان العامة بهم و التقرب إليهم و اعتبارهم البديل الافضل الذي يحق لهم ممارسة الحكم و تحمل اعبائه و مسئولياته، و الى جانب ذلك كانت الوشايات المغرضة التي كانت تستهدف القضاء عليهم من قبل خصومهم الحاقدين و بعض بني عمومتهم الاقربين مما كان يقابل بالارتياح و القبول من الحاكمين و يجدون فيه منفسا لما يعتمل في صدورهم من أحقاد و مبررا لما يرتكبونه من تنكيل و مضايقات. لذلك كله‌

نام کتاب : سيرة الأئمة الاثني عشر(ع) نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 2  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست